تونس 3 سبتمبر 2010 (وات)- تشهد تونس خلال شهر رمضان المعظم حياة روحية مزدهرة تتجسم بالخصوص من خلال تكثيف الانشطة الدينية وتوزيعها على كامل ربوع الجمهورية وتعزيز العناية ببيوت الرحمان والقائمين عليها والتحفيز على قراءة القران وتجويده واثراء المشهد الاعلامي ببرامج دينية هادفة. وتبرز هذه الحركية الزكية المشهودة التي تعيشها البلاد حلال شهر الصيام والقيام المقام العالي الذي يوليه الرئيس زين العابدين بن علي لشعائر الدين الحنيف ومناسباته وحرصه على ترسيخ مبادئه الحقة وإشاعه قيمة النبيلة التي تمثل رباطا متينا يقوي النسيج المجتمعي ويوطد لدى أوسع الشرائح قيم الوسطية والاعتدال والتضامن. وحرصا على ترسيخ تلك المبادئ والقيم أقرت وزارة الشؤون الدينية خلال فترة الشهر الكريم قرابة 225 الف درس دينى تجمع بين الاختام القرانية والاحاديث النبوية والندوات العلمية والفكرية. من ناحية أخرى تم في اطار دعم العناية ببيوت الله تخصيص منح رئاسية هامة مكنت من توزيع ما يزيد عن خمسة الاف زربية ومعدات تاثيث وانارة حتى تستقبل المعالم الدينية روادها في افضل الظروف لاداء صلواتهم وعباداتهم .كما شهد الشهر الكريم بعث منشات جديدة حيث تم تدشين اكثر من 50 جامعا خلال هذه الفترة. ويجدر التاكيد من جهة اخرى على اهمية جائزة رئيس الجمهروية العالمية للدراسات الاسلامية التي تم احداثها سنة 2002 في ابراز القيم الانسانية السامية للدين الاسلامى الحنيف وتشجيع الاجتهاد والحوار بين الاديان والثقافات وترسيخ الفكر المستنير والعمل على نشره. وقد شهدت الجائزة هذه السنة في دورتها الثامنة مشاركة 40 باحثا وتقديم 38 مؤلفا بهدف اللحصول على جائزة مالية تبلغ قيمتها 30 الف دينار. وتتنزل مسابقة تونس الدولية لحفظ القران الكريم وتلاوته وتفسيره التي تنتظم في دورتها التاسعة من 18 الى 26 رمضان الموافق ل 28 اوت الى 6 سبتمبر 2010 بمشاركة 21 دولة شقيقة في اطار العناية الرئاسية المتواصلة بكتاب الله العزيز وتشجيع الناشئة والشباب على حفظه وتدبيره. وتولي وزارة الشؤون الدينية ملف الاعلام الديني خلال الشهر الكريم عناية خاصة باقتراح عدد من البرامج الدينية الاذاعية نذكر من بينها /القدوة الحسنة/ وفي /جنان القران/ و/علامات مضيئة/ و/فى التاريخ الاسلامى/ الى جانب اعداد جملة من البرامج التلفزية من على غرار /قيم خالدة/ و/خلق القران/ و/من وحى الذكرى/ والملف الشهرى /في الفكر الاسلامى/. وتهدف هذه البرامج الى تبصير الناس بمبادىء الاسلام السمحة وبفضائل هذه المناسبة الدينية الزكية. وفي اطار تضافر جهود عدد من الوزارات والجهات المعنية بصحة وسلامة المواطن ساهمت وزارة الشؤون الدينية في حملة وطنية ترمي الى التحكم في الاستهلاك وحماية صحة المستهلك وذلك بتخصيص خطبة الجمعة ليوم 6 اوت 2010 لمسالة الاعتدال في الاستهلاك فضلا عن التطرق لنفس الموضوع في البرامج الدينية التلفزية والاذاعية وافراد حصة من الملف التلفزى الشهرى الذي تعده الوزارة للحديث عن موضوع ترشيد الاستهلاك باعتباره مسؤولية جماعية. ومن جهة ثانية ستخصص الندوة العلمية الرمضانية السنوية التي ستنظمها الوزارة يوم الاثنين 27 رمضان 1431 الموافق ل 06 سبتمبر 2010 لتدارس موضوع /العبادة في الاسلام تزكية للنفس وتربية لها/. كما تتابع الوزارة منذ سنوات سنة حميدة تتمثل في ايفاد بعثة من الاساتذة الى البلدان الاوروبية تنفيذا للتعليمات الرئاسية القاضية بالعناية بالجالية التونسية في الخارج وبابنائها وتبصيرهم بحقائق دينهم وتعميق صلتهم بحضارتهم حيث يتم تقديم دروس دينية والاجابة عن استفسارات الجالية في المجال. وتمثل الانشطة الدينية المتعددة المتنوعة والتدابير الخصوصية المكثفة المتخذة بهدف تيسير ممارسة الشعائر من ابرز الدلالات على ان روح الاسلام الحنيف ونفحاته الزكية لها في تونس عبق ينعش النفوس وتطمئن به القلوب في بلد نجح في ان يكون مثالا للتسامح والاعتدال والوسطية.