واشنطن 11 سبتمبر 2010 (وات) - دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما ،الجمعة، إسرائيل إلى تمديد قرار تجميد الإستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة مؤكدا أنه سيواصل جهوده لإحلال السلام في الشرق الأوسط. وقال أوباما خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أن إطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين الأسبوع الماضي "تجاوز توقعات الكثيرين". ورأى أن "واحدة من نقاط الخلاف الأساسية هذا الشهر سيكون احتمال انتهاء تجميد الإستيطان الإسرائيلي في 26 سبتمبر". وأضاف انه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأسبوع الماضي في البيت الأبيض أنه "مادامت المحادثات تتقدم بشكل بناء فإن الأمر يستحق تمديد قرار التجميد". وأكد أوباما أنه طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أثناء وجوده في واشنطن لإطلاق مفاوضات السلام المباشرة بإعطاء نتانياهو هامشا للمناورة. ودعا الرئيس الأميركي عباس إلى أن "يظهر للرأي العام الإسرائيلي أنه جدي وبناء في هذه المحادثات لتصبح سياسات رئيس الوزراء نتانياهو أسهل قليلا إذا رغب في تمديد قرار وقف الإستيطان". وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا أن القرار لن يمدد لكن الفلسطينيين حذروا من أنهم سينسحبون من المفاوضات إذا تواصل النشاط الإستيطاني في الضفة الغربية. وعبر أوباما عن بعض التفاؤل قبل توجه وزيرة الخارجية الأميركية هيلارى كلينتون إلى مصر وإسرائيل الأسبوع المقبل مع بدء الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة الأولى منذ ديسمبر 2008. وقال الرئيس الأمريكي"أبقى متفائلا لكن الأمر سيكون صعبا". وأكد أوباما أن نتانياهو وعباس توجها إلى المفاوضات في البيت الأبيض "بروح من الجدية والود تجاوزت توقعات كثيرين". وذكر بأن الرجلين أكدا مجددا الأسبوع الماضي هدف إقامة دولتين تعيشان جنبا إلى جنب واتفقا على إجراء محادثات كل أسبوعين. لكنه أضاف "المعوقات التي ينبغي تجاوزها كبيرة جدا بين الوضع اليوم وهدفنا النهائي وسيكون هناك مجموعة كبيرة من الناس في المنطقة تريد نسف هذه المفاوضات". وردا على سؤال عما ينوى القيام به إذا توقفت المفاوضات قال أوباما أن إدارته ستشجع وتسهل المفاوضات ولو أن قرار إحلال السلام عائد إلى الطرفين المعنيين في نهاية المطاف. وأضاف أن الجانبين "يحتاجان إلى بعضهما البعض" مشيرا إلى أن "الفلسطينيين يريدون دولة لهم وإسرائيل تريد حماية الطابع اليهودي والديمقراطي للدولة". وتابع أوباما القول أن إحياء هذه المحادثات كان ينطوي على مجازفة بالنسبة إلينا لكنها مجازفة تستحق أن نقوم بها لأن البديل وهو الوضع القائم لا يمكن أن يستمر. وقال "إذا فشلت هذه المفاوضات فسنواصل المحاولة". و أكد محللون أن مشاركة فعلية للولايات المتحدة أمر حيوي لنجاح المفاوضات مشيرين إلى فشل المحادثات في الماضي عندما كانت واشنطن متحفظة على التدخل فيها. وقال أوباما أن الهدف الذي وضعه لنفسه ولفريقه هو مساعدة عباس ونتانياهو على إرساء ثقة متبادلة "والبدء بالتفكير كيف يمكنهما أن يساعدا بعضهما على النجاح بدلا من التفكير في طرق تخريب كل منهما للآخر". وأضاف أن عودة السلام إلى الشرق الأوسط "ستبدل على المدى البعيد المشهد الإستراتيجي في الشرق الأوسط" بطريقة تساعد واشنطن على التعامل مع برنامج إيران النووي ودعمها للمجموعات الناشطة ضد اسرائيل. وقال "نحن لا نفعل ذلك لنرضي أنفسنا بل لأن الأمر سيساعد في ضمان أمن أمريكا أيضا".