تونس 14 ديسمبر 2010 (وات) - فتاة ريفية تحب الحياة وتحلم بغد أفضل رغم قساوة البيئة التي تعيش فيها، ذلك هو منطلق القصة التي صورها المخرج التونسي معز كمون في فيلمه الجديد "آخر ديسمبر" الذي قدمه يوم الثلاثاء بقاعة افريكارت بالعاصمة في عرض خاص بالإعلاميين. هذا الفيلم الذي أنتجته شركة سندباد يجمع شخصيات مستوحاة من الواقع وقريبة من الجمهور لا سيما شخصية آدم (التي تقمصها ظافر العابدين) الطبيب الشاب الذي قرر الانتقال للعمل بالريف لينعم بالهدوء وليمارس هوايته المتمثلة في العزف على القيثارة بعد معاناته من حالة اكتئاب أثرت على حياته المهنية. بطل الفيلم تدفعه الأقدار لملاقاة عائشة (هند الفاهم) التي أحبت أحد شبان القرية التي تعيش فيها إلا أنه تخلى عنها ليسعى وراء حلمه في الهجرة الى الخارج. وما يجمع عائشة وأدم هو الرومانسية الصامتة التي فضل كلاهما إخفاءها عن الآخر وتزداد الأوضاع تعقيدا بعد ظهور شخصية سفيان (لطفي العبدلي) الذي عاد من المهجر بعد غياب طويل راغبا في الزواج من عائشة على الطريقة التقليدية إلا أن هذه الاخيرة لم تتجاوب معه. ومن الشخصيات التي تجلب انتباه المشاهد في هذا الفيلم شخصية ابراهيم (لطفي بندقة) الذي يعشق الشعر ليكرس له كل و قته على حساب حياته الزوجية فهو نموذج الإنسان الذي يعيش في عالم الفن البديع ويطمح لتغيير أوضاع القرية الا انه يصطدم بواقع مرير وبتصرفات زوجته وعمدة القرية (جمال المداني). هذه الشخصيات وغيرها مركبة او بسيطة رسمها معز كمون ليقدم رؤية فنية نقدية عن عقليات سائدة في الريف تتسم بالانغلاق ورفض الجديد. وبالرغم من الضعف الذي يعتري النص في بعض مواقعه من حيث الحبكة و بطء النسق في الأحداث إلا أن التصوير والموسيقى هما من أبرز العناصر الجمالية التي ميزت هذا العمل لاسيما وان المخرج اختار مناطق تكرونة والزريبة والنفيضة لتصوير أغلب مشاهد الفيلم لما تتوفر عليه من لوحات طبيعية مميزة. وقد عمل معز كمون بعد تخرجه من المدرسة العليا للسينما والتمثيل بباريس في مجال المساعدة في الإخراج في العديد من الأعمال التونسية والأجنبية مثل /ريح السد/ و/صفائح من ذهب/ و/بزناس/ للنوري بوزيد و/حرب النجوم/ لجورج لوكاتش و/السيدة بترفلاي/ لفريدريك ميتران. كما أخرج عدة أفلام قصيرة من بينها /ربما ليلة/ سنة 1987 و/صوت النحاس/ سنة 1991 و/كاتب عمومي/ سنة 2001، ويعد فيلم /آخر ديسمبر/ ثاني فيلم سنيمائي طويل له بعد فيلم /كلمة رجال/. وسيعرض فيلم /آخر ديسمبر/ للعموم انطلاقا من يوم الأربعاء 15 سبتمبر الجاري بقاعة افريكارت بالعاصمة وقاعة اميلكار بالمنار وقاعة الحمراء بالمرسى.
