تونس 29 ماي 2009 (وات) مثل الاديب التونسي علي الدوعاجي الذى نحتفل هذا العام بمرور مائة سنة على ميلاده محور نقاش وتباحث لعدد من المفكرين والنقاد التونسيين والعرب وذلك في اطار ندوة عربية ينظمها اتحاد الكتاب التونسيين بدار الثقافة ابن خلدون بالعاصمة انطلاقا من اليوم الجمعة وتتواصل على امتداد ثلاثة ايام بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث. ولدى اشرافه على الجلسة الافتتاحية ابرز السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث حرص الرئيس زين العابدين بن علي على تكريم الرواد والرموز في مختلف مجالات الابداع بما يعكس ايمان سيادته بان الاحتفاء بهم هو في الواقع احتفاء بالوطن وتكريم له لما في ذلك من اذكاء لجذوة الاعتزاز بالانتماء اليه ومن شحذ لهمم الاجيال الراهنة ومن استحثاث لمسيرتها نحو المستقبل. وفي حديثه عن القيمة الادبية والفنية لعلي الدوعاجي اشار الوزير الى انه من الوجوه التي يحق للثقافة التونسية ان تفتخر بان انجبتها في زمن وصفه بالعسر والشدة . وثمن المكانة المتميزة التي يحظى بها الدوعاجي ككاتب وشاعر وزجال ورسام وصحفي ضمن نخبة رائدة من ابناء جيله كان لها في النصف الاول من القرن العشرين دور اساسي في صون الثقافة التونسية وانعاشها واحياء منابعها. واثنى الوزير بالمناسبة على الدور الهام الذى يقوم به اتحاد الكتاب التونسيين في اعلاء راية الادب التونسي وتكريم الادباء بشكل عام. من ناحيتها افادت الشاعرة جميلة الماجرى رئيسة الاتحاد ان المبادرة التي قامت بها الهيئة بتزويد ادباء وكتاب ونقاد عرب بكتابات الاديب التونسي علي الدوعاجي انما تعكس الرغبة في ان يتم تكريمه والوقوف عربيا على اهمية تجربته المتنوعة في مجالات متعددة للفكر والابداع وهو ما سيجعله يحصد حتما الاعجاب والثناء. وتسجل هذه الندوة مشاركة عربية متميزة من سوريا ومصر والاردن وليبيا والمغرب والجزائر حيث سيتم تقديم عدة مداخلات حول ادب الدوعاجي ومساهماته الفنية. كما يتميز البرنامج بتنظيم امسية ثقافية /بمقهى العبابسية/ بباب سويقة وهي التسمية الحديثة لمقى /تحت السور/ الذى كان يجمع علي الدوعاجي بجيله من الادباء والمثقفين الذين يطلق عليهم اسم /جماعة تحت السور/. واقيم في الاطار نفسه في دار الثقافة المغاربية ابن خلدون معرض وثائقي يتضمن وثائق وصور نادرة للاديب وحوله تتمثل بالخصوص في مقالات منشورة عنه بعدد من الصحف والمجلات التونسية مثل /السرور/ و/العالم الادبي/ و/الثريا/ وصور تجسد رحلته عبر حانات المتوسط كما جاء في مؤلفه الشهير.