تونس 25 سبتمبر 2010 (وات) - قدم الدكتور سعيد الحجام منسق وحدة البحوث والدراسات حول التقدم في السن بالمعهد الوطني للصحة العمومية محاضرة عنوانها "من أجل واقع صحي أفضل لكبار السن بالعالم العربي" تطرق فيها إلى التأثير المباشر للجانب الصحي على المسن والأسرة والمجموعة الوطنية ككل نظرا لارتفاع الطلب على الخدمات الصحية الملائمة لهذه الفئة. وعبر في مستهل محاضرته بمناسبة افتتاح الندوة العربية "من أجل واقع أفضل لكبار السن في المنطقة العربية" عن الشكر والامتنان للسيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية، رئيسة منظمة المرأة العربية، لتفضلها بالدعوة إلى إرساء يوم عربي للمسنين. ولاحظ أن المتأمل في تطور التركيبة العمرية للسكان بالبلدان العربية يدرك جيدا أن العالم العربي يشهد بدوره ظاهرة التشيخ السكاني التي تتمثل بالخصوص في ارتفاع نسبة المسنين، موضحا أن هذا التحول الديمغرافي يبرهن على مدى نجاح البلدان العربية في سعيها الدؤوب للنهوض بالخدمات الصحية وتحسين ظروف عيش السكان وهو ما نتج عنه بالخصوص تراجع نسبة الوفيات وتحسن ملموس في متوسط العمر المأمول عند الولادة. وأضاف أن هذه النقلة الديموغرافية ولئن كانت تبعث على الارتياح، فإنها تدعو الجميع إلى التفكير في متطلبات المرحلة القادمة باعتبار أن تشيخ السكان ستكون له عدة انعكاسات على مختلف القطاعات الحيوية يجب أخذها في الإعتبار وإدراجها في السياسات والبرامج التنموية المستقبلية في العالم العربي. وبين أن تفشي الأمراض المزمنة والإعاقات التي ترافق التقدم في السن يتطلب من البلدان العربية رفع تحدي هام يتمثل في تعزيز قدرة أنظمتها الصحية على التكيف مع هذه المتطلبات، مبرزا في هذا الصدد أهمية التطرق إلى مجالات الوقاية والتكفل الصحي والتكوين والبحث العلمي من أجل واقع أفضل لكبار السن في المجتمعات العربية. وبعد أن أشار إلى الدور الهام الذي تضطلع به الوقاية في المحافظة على صحة وسلامة جسم الإنسان بالخصوص في مرحلة الشيخوخة، أكد المحاضر أن صيغ تأمين أفضل تكفل صحي بالمسنين يمكن توفيرها على ثلاثة مستويات وهي الرعاية الحكومية والرعاية غير الحكومية وذلك في إشارة إلى دور النسيج الجمعياتي والقطاع الخاص وكذلك الرعاية الذاتية. واستعرض من ناحية أخرى أهم الإجراءات والبرامج الكفيلة بإكساب الأنظمة الصحية في البلدان العربية المزيد من النجاعة والفاعلية في ظل التحول الديمغرافي الذي تشهده المنطقة وتأهيلها وتعزيز قدرتها على الاستجابة بصفة ملائمة ومستمرة لحاجيات كبار السن الخصوصية.