تونس 26 أكتوبر 2010 (وات/تحرير سارة حطاب) - مثل إطلاق لجنة المرأة العربية للقانون الدولي الإنساني بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العربية في الأول من فيفري 2010 شاهدا قويا على الاهتمام والتقدير الكبيرين اللذين تحظى بهما مقترحات السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المراة العربية التي تعقد مؤتمرها الثالث موفى الأسبوع الجاري في تونس. فقد جاء احداث هذه الالية تجسيدا لمبادرة تقدمت بها سيدة تونس الأولى أمام المؤتمر الثاني للمنظمة في أبو ظبي في نوفمبر 2008، وهي تندرج في اطار الحرص على ان تكون المنظمة رافدا للجهود العالمية والاقليمية والوطنية الهادفة الى الدفاع عن القانون الدولي الانساني والحث على احترامه ونشر ثقافته لفائدة المراة في المجتمعات العربية. وتكرس لجنة المرأة العربية للقانون الدولي الإنساني التي استضافت تونس اجتماعها الأول وحظيت بشرف رئاستها، ايمان رئيسة منظمة المراة العربية بضرورة ترسيخ التضامن بين النساء العربيات، وسعيها إلى ايجاد الآليات الكفيلة بذلك، سيما وان هذا المفهوم يتجسم في ابلغ مظاهره ومعانيه خلال النزاعات وأوضاع عدم الاستقرار. وهي تعكس الوعي بأن الارتقاء بأوضاع المرأة في المجتمعات العربية وتخليصها مما يعيقها من شتى اشكال المعاناة والحرمان، هو شرط أساسي لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، مثلما اكدت على ذلك السيدة ليلى بن علي في حديثها للوكالة العالمية //يونايتد بريس انترناشيونال// / يو بي أى/ في مارس 2010 حيث قالت //انه لا امن لاوطاننا اذا كان نصف المجتمع مهددا وغير امن//. ومن ابرز اهداف هذه الالية وفق ما يستنتج من اعمال اجتماعها التاسيسي، العمل على وضع سياسات وبرامج تحرك تساعد على نشر القانون الدولي الانساني والتعريف به بما يسهم في خلق بيئة مجتمعية داعمة وامنة للمراة. وقد اكدت حرم رئيس الجمهورية في حديثها الى صحيفة "الشرق الاوسط" بتاريخ 21 اكتوبر 2009 ان مقترح بعث لجنة المراة العربية للقانون الدولي الانساني //جاء اساسا في سياق الوعي بمعاناة المراة العربية وخاصة منها المراة الفلسطينية لما تتكبده من قهر وانتهاكات واسر وشتى اشكال الاذلال والاهانة التي تنتهجها سلطة الاحتلال الاسرائلي//. ومن هذا المنظور فان لجنة المراة العربية للقانون الدولي الانساني تعكس التضامن مع المراة والشعب الفلسطينيين والوقوف الى جانبهما في مواجهتهما لهذه الاوضاع الماساوية فضلا عن كونها تعد من الاليات العملية الناجعة المساعدة على التحرك على الصعيد الدولي، ولدى المنظمات والهيئات الاقليمية والدولية من اجل نقل الصورة الحقيقية عن اوضاع المراة والطفولة في فلسطين ودعوة هذه الهيئات الاممية الى توفير الامن والحماية للشعب الفلسطيني عامة. وتتجلى هذه المساندة كذلك من خلال ادراج ملف المرأة الفلسطينية كبند قار ضمن جدول أعمال المنظمة سيما في ظل الرئاسة التونسية التي تمثل خير نصير لكل النساء العربيات اللائي يواجهن المصاعب جراء الاحتلال ويناضلن في سبيل الحرية والكرامة. إلى ذلك فإن مبادرة سيدة تونس الاولى منذ المؤتمر الاول للمنظمة المنعقد في نوفمبر 2006 بدولة البحرين بالدعوة الى تاسيس مرصد للتشريعات الاجتماعية والسياسية يهتم باوضاع المراة في الاقطار العربية" تبرهن على وعيها العميق باهمية التشريعات في التاسيس لنقلات نوعية على مستوى العقليات والبنى الثقافية والسلوكية وعلى مستوى الممارسة اليومية والواقع المعيش. ويتجلى البعد الانساني الذي يطبع رئاسة تونس لمنظمة المراة العربية أيضا من خلال الدعوة التي توجهت بها السيدة ليلى بن علي إلى السيدات العربيات الأول وعضوات المجلس الأعلى للمنظمة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسنين الى إحداث يوم عربي للمسنين تم اعتماده من قبل مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في دورته 29 بالإجماع للاحتفال به في 25 سبتمبر من كل سنة. لقد تميزت جهود سيدة تونس الاولى سواء خلال الفترة المنقضية من رئاستها للمنظمة او منذ انبعاث هذا الهيكل المتخصص، ببعد انساني واجتماعي عميق وبحرص كبير على ترسيخ مفهوم امن الانسان في برامج المنظمة وسياساتها. وهو ما سيكون له بدون شك مستقبلا انعكاس ايجابي ملموس على عمل المنظمة من جهة وعلى اوضاع النساء العربيات في مختلف ارجاء المنطقة العربية من جهة اخرى.