تونس 26 أكتوبر 2010 (وات) - احتضنت العاصمة الفرنسية باريس مؤخرا ندوة حول موضوع "تونس في أفق :2014 تحديات جديدة، فرص جديدة"، باشراف السيد محمد النوري الجويني، وزير التنمية والتعاون الدولي وببادرة من غرفة التجارة الفرنسية العربية والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية ووكالة النهوض بالاستثمار الخارجي. وسجلت هذه الندوة خاصة مشاركة السيد الهادي الجيلاني، رئيس منظمة الاعراف التونسية وهيرفي دو شارات، الرئيس الحالي لغرفة التجارة الفرنسية العربية. وقدم السيد محمد النوري الجويني خلال لقاء انتظم بالمناسبة، عرضا حول مميزات الظرف الاقتصادي في تونس مشيرا الى انه رغم تاثيرات الازمة الاقتصادية والمالية التي تهز العالم منذ سنة 2008، فقد توفقت تونس الى تامين توازناتها الجملية والحفاظ على سلامة مناخ الاعمال بها. واشار الى ان تونس تواصل مسيرتها التنموية معتمدة في ذلك على برنامج اصلاحي يرمي الى الارتقاء بالنجاعة الاقتصادية والمحافظة على المكاسب في مجال الرقي الاجتماعي والنهوض بالموراد البشرية ودعم مسار الاندماج الاقليمي. ولدى تطرقه الى التوجهات والتحديات الاقتصادية التي تجابهها تونس في افق 2014، لاحظ الوزير ان تونس تطمح الى بلوغ مرحلة اعلى من النمو من خلال ضمان تحول القطاعات الاقتصادية والمرور الى نموذج اقتصادي تدفعه التنافسية والتجديد. واعتبر ان هذا التحول يعد الركيزة الاساسية للبرنامج الرئاسي الرامي الى تقليص نسبة البطالة في صفوف حاملي الشهادات ودعم اندماج الاقتصاد التونسي في الاقتصاد الاقليمي والعالمي. واضاف السيد محمد النوري الجويني، ان هذه الاهداف تتطلب تعبئة جهود كل القوى الحية في البلاد لانجاح الاستراتيجية التنموية المرسومة للفترة 2010-2014 التي تستند الى جملة من المحاور، وهي الارتقاء بالموارد البشرية ودعم البنية التحتية التكنولوجية ووضع اليات دعم ومواصلة الاصلاحات الرامية الى تحسين مناخ الاعمال والاطار التشريعي المنظم لعملية الاستثمار في كل القطاعات ومنها قطاع الخدمات والقطاع المالي. وابرز السيد الهادي الجيلاني من جهته، انخراط القطاع الخاص في جهود تنمية البلاد ومناخ التشاور المتميز مع الحكومة. كما بين صلابة التعاون القائم بين القطاع الخاص في كل من تونس وفرنسا سواء على مستوى التبادل او في مجال الاستثمار حاثا الفاعلين الاقتصاديين في البلدين على مضاعفة الجهود من اجل تعزيز الشراكة شمال/جنوب. وشهدت هذه الندوة تقديم عدد من المسؤولين في المؤسسات الفرنسية الناشطة خاصة في قطاع مكونات صناعة الطائرات والهندسة المعلوماتية والبحث والتطوير تجاربهم الناجحة في تونس.