تونس 28 أكتوبر 2010 "وات" انعقد مساء اليوم الخميس بقصر الحكومة بالقصبة اللقاء نصف السنوى للجنة العليا التنفيذية المشتركة التونسية الليبية. والتأمت في هذا الاطار جلسة عمل باشراف السيدين محمد الغنوشي الوزير الاول والبغدادى علي المحمودى أمين اللجنة الشعبية العامة بالجماهيرية العربية الليبية وبحضور أعضاء وفدى البلدين. وأكد السيد محمد الغنوشي فى كلمة بالمناسبة أن هذا اللقاء نصف السنوى يمثل مناسبة متجددة للقيام باستعراض شامل ومعمق لمسيرة التعاون الثنائي واستكشاف أنجع السبل الكفيلة بمزيد دعم أركانه والمضي قدما على درب تنويع مجالاته واثراء مضامينه واكسابه أوفر مقومات النجاعة والديمومة. وثمن النسق الايجابي الذى تشهده مسيرة التعاون والتكامل بفضل المتابعة المستمرة من قبل الجانبين من خلال الحرص على انعقاد مختلف اجتماعات اليات التعاون الثنائي وتواتر زيارات كبار المسؤولين ومشاركة اصحاب الاعمال في مختلف التظاهرات التي تقام في البلدين. وأشار الوزير الاول الى الخطوات التي تم قطعها منذ انعقاد الدورة الثانية والعشرين للجنة العليا التنفيذية بطرابلس يومي 12 و13 ديسمبر 2009 في العديد من المجالات بما يحفز على المضي قدما في هذا الاتجاه ملاحظا ان لجنة المتابعة التي أعدت لهذا اللقاء قد توفقت الى تشخيص الصعوبات الطارئة واستنباط الحلول العملية لتجاوزها مقترحة في ذات الوقت السبل الكفيلة باقامة شراكة متينة قوامها تشابك المصالح وتبادل المنافع. وأضاف ان التطور المطرد للمبادلات التجارية يثبت نجاعة المقاربة التي توخاها الجانبان والمتمثلة بالخصوص في وضع برنامج اعتراف متبادل بشهادات المطابقة للمنتوجات تم الشروع في تنفيذه بصفة تدريجية منذ غرة مارس 2009 اضافة الى الاتفاق منذ أفريل 2010 حول الية للاعتراف المتبادل بعلامات الجودة والمطابقة. واوضح الوزير الاول أن النتائج المسجلة ولئن تمثل حافزا على تأمين انسياب أفضل لحركة الاشخاص والبضائع في الاتجاهين فان دفع الاستثمارات المشتركة يمثل خير دعامة لتعزيز ترابط المصالح وتبادل المنافع مبرزا في هذا الصدد الاهمية البالغة التي يكتسيها استكمال مشروع تركيز مجمع مصرفي مشترك. وثمن فى هذا المضمار ما انبثق عن لجنة الافاق المستقبلية المنعقدة بتونس يومي 10 و11 ماى 2010 من توصيات تهدف الى تسريع وتيرة الاستثمارات بين البلدين وخاصة تلك المتعلقة باحداث مؤسسة تمويل مشتركة كبرى وصندوق للاستثمار وضمان تمويل المشاريع. وأكد السيد محمد الغنوشي من جهة اخرى ضرورة العمل على انجاز المشاريع الكبرى المبرمجة في أقرب الاجال المتاحة وفي مقدمتها الطريق السيارة صفاقس"طرابلس ومشروع أنبوب الغاز الى جانب استكمال الربط الكهربائي مشيرا أيضا الى أهمية الدور الموكول للسكك الحديدية في تسريع وتيرة الاندماج بين البلدين فضلا عن مزاياها العديدة على المستويين الاقتصادى والبيئي. وشدد الوزير الاول على أهمية تفعيل الاليات الثنائية ذات الصلة بما يسمح بالتنسيق بين المشاريع المقترحة من الجانبين قصد الشروع في تنفيذها في أقرب الاجال المتاحة مجددا التعبير عن استعداد تونس للمشاركة في مشروع تنمية منطقة زوارة"رأس جدير الذى تم الاعلان عنه في الاشهر الماضية. وسجل السيد محمد الغنوشي بارتياح ما يشهده التعاون الثنائي من تطور مطرد في مختلف مجالات التنمية البشرية مؤكدا ضرورة تعزيز العمل المشترك في الميادين ذات الصلة لا سيما فى قطاعات الصحة والضمان الاجتماعي والمسائل القنصلية وتيسير تنقل الاشخاص في الاتجاهين بما يوطد جسور التواصل بين الشعبين الشقيقين. ودعا فى نفس السياق الى النهوض بالتعاون الثنائي في مجالات التعليم والتكوين والبحث العلمي وتكنولوجيات المعلومات والاتصال والطاقات المتجددة وغير ذلك من المجالات الحيوية والقطاعات الاستراتيجية. واضاف ان التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم وما نتج عن الازمة المالية والاقتصادية من تداعيات طالت مختلف البلدان دون استثناء يستدعي بذل مزيد من الجهد لتوطيد أسس العمل المغاربي المشترك بما يمكن البلدان المغاربية من مواجهة التحديات الماثلة بكفاءة واقتدار. وأكد فى ذات السياق أهمية تفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي وتسريع اقامة المنطقة المغاربية للتبادل الحر وتشجيع المشاريع المشتركة وتكثيف حركة التبادل التجارى والاستثمارات بين الدول الاعضاء فضلا عن تركيز المصرف المغاربي للاستثمار والتجارة الخارجية بما يمهد لانشاء سوق اقتصادية مغاربية مشتركة. وأشار الوزير الاول كذلك الى ضرورة العمل على التوظيف الافضل للامكانيات والطاقات المتاحة في كل من تونس والجماهيرية لدفع مشاريع التعاون والشراكة مع سائر البلدان الافريقية. ومن جهته أكد أمين اللجنة الشعبية العامة أن هذا اللقاء نصف السنوى ينعقد تجسيدا للرغبة المشتركة في متابعة ما تم اتخاذه من قرارات وتوصيات في الدورة الثانية والعشرين للجنة العليا التنفيذية المشتركة التونسية الليبية وتقييم ما تم انجازه في اطار التعاون الثنائي في مختلف المجالات. كما أكد الحرص على مزيد تعزيز مسيرة التعاون والتكامل الاقتصادى بين تونس والجماهيرية والعزم المشترك على الرفع من مستوى العلاقات الثنائية وفقا لتوجيهات قائدى البلدين الرئيس زين العابدين بن علي وأخاه القائد معمر القذافي ولما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين. وسجل السيد البغدادى علي المحمودى وجود تقدم نوعي في التعاون التونسي الليبي في عديد الميادين مشيرا الى ضرورة رفع كل القيود وتذليل الصعوبات التي تحد من بلوغ المبادلات التجارية الثنائية ما يصبو اليه البلدان من تكامل تجارى واقتصادى وتشابك مصالح في مجالات الخدمات والانتاج. وشدد في هذا السياق على أهمية تطوير حجم الاستثمارات الثنائية لاسيما في ظل ما يتوفر بكلا البلدين من فرص للاستثمار فضلا عن اتخاذ التدابير الكفيلة بمزيد تيسير حركة تنقل الاشخاص بين تونس والجماهيرية الليبية.