تونس 29 اكتوبر 2010 / وات/ اختارت الدورة 23 لايام قرطاج السينمائية أن تنفتح على احدى السينماءات البارزة التي اسهمت في تاريخ السينما العالمية وهي سينماءات ما أصبح يعرف اليوم بيوغسلافيا السابقة في هذا السياق انتقت الدورة الحالية من الايام جملة من الافلام لرموز هذه السينما في المرحلة الجديدة علما بان السينما في يوغسلافيا السابقة كانت مصطبغة بالقيم الاشتراكية في ظل الصراع مع الرأسمالية لكنها عرفت ايضا بعض ارهاصات التجديد خاصة في الستينات من القرن العشرين مع المخرج الكسندر بيتروفيتش صاحب شريط "قابلت غجرا سعداء" الذى أحرز مناصفه على السعفة الذهبية لمهرجان كان سنة 1967 والذى تحول بالكاميرا الى المجتمع ورصد أحزانه وأفراحه وقد أطلق النقاد على أفلامه انذاك "أفلام النقد الاجتماعي" ومن الاسماء التي صنعت ربيع السينما اليوغسلافية نجد المخرج دوسان ماكانييف صاحب رائعة "بحث في الحب أو مأساة عاملة تلفون" وهذا المخرج يعتبر مجددا في مستوى الاسلوب وهو من الذين أرسوا ثقافة سينما المؤلف في يوغسلافيا لكن وبعد انهيار المعسكر الاشتراكي تفككت يوغسلافيا واستعرت فيها حرب عرقية في التسعينات كانت حافزا لتعدد الالوان السينمائية بمنطقة البلقان فظهرت سينماءات كرواتية وصربية وبوسنية ومقدونية وسلوفينية ومونتينغرية وأنبرت كل واحدة منها الى اعادة تشكيل الذات والدفاع عن الخصوصية الثقافية والحضارية لكل شعب من شعوب يوغسلافيا السابقة وانتجت تلك المرحلة وما تلاها موجات سينمائية جديدة تلمست طريقها على درب التجديد والانفتاح على العالم فبرزت اسماء مثل أمير كوستريتشا الذى بدا حياته السينمائية في ثمانينات القرن الماضي ومن الموجة الراهنة نذكر الكرواتي داليبور ماتانيك والبوسني واني تاففيتشا والمقدوني ميتشو منستاسكي والصربي زلينيتش وهي اسماء سعت ايام قرطاج السينمائية الى عرض احدث اعمالها الفنية.