توزر 31 أكتوبر 2010 (وات) - يرتبط موسم جني التمور في جهة الجريد بعديد الصناعات الغذائية التي هي في الاصل تقليدية ومتوارثة منذ القدم الا أن عددا قليلا من ربات البيوت حافظن عليها لتغير العادات الغذائية وهي تحويل التمور الى الرب أى مربى التمر الى جانب عجين التمر أو ما يطلق عليه أهالي الجهة اسم "عبود". ويحتل رب التمر صدارة العادات الغذائية التي حافظ عليها متساكنو الجهة حسب طرقه التقليدية كما ساهم التصنيع العصرى في تثمينه وتوظيفه اقتصاديا ليصبح رب التمر منتوجا مطلوبا عالميا ويحظى بمكانة هامة ضمن قائمة المواد الغذائية الاستهلاكية شيئا فشيئا. وقد عرفت ولاية توزر مبادرات عديدة لباعثين شبان من خريجي الجامعات لتثمين هذا المنتوج لعل من أهمها مبادرة الشاب بسام حمادى أصيل معتمدية دقاش حاصل على شهادة جامعية في التصرف باحداث وحدة لصنع وتصدير الرب. وقد نجح بامكانياته الذاتية في التعريف بمنتوجه بعدة أسواق خارجية على غرار فرنسا واليابان وسويسرا والمانيا ولئن بكميات قليلة الا أن نكهة رب التمر أغرت عددا كبيرا لاقتناء كميات أخرى. ويقول هذا الشاب ان "منتوجنا طبيعي وبيولوجي مائة بالمائة" حيث يتم جلب التمور من واحات الجهة ومن الفلاح مباشرة ويحافظ في عملية تصنيع الرب على النكهة الطبيعية دون اضافة مواد حافظة ومنكهات أو سكريات رغم الاجهزة الحديثة المستعملة لعجن التمور وطبخها وتصفيتهاللحصول على المنتوج النهائي وتعقيمه. ويبدو أن رب التمر الذى كانت العائلات الجريدية في السابق تعده من صنف العليق فقط سيتنوع مذاقه حسب صنف التمور كما ذكر الباعث حيث يمكن تحويل كل الاصناف بما في ذلك دقلة النور. وللاشارة يتوفر الرب على حريرات عالية وبروتينات وسكريات طبيعية لذلك فقد دأب أهالي الجهة على استهلاكه في فطور الصباح. ومن جهتها تدعم المصالح الجهوية مثل هذه المبادرات وتقدم التشجيعات للمبادرين في مختلف المجالات على غرار تمكين الشاب بسام حمادى من دورة تكوينية باليابان ببادرة من ديوان تنمية الجنوب في اطار مشروع "قرية ومنتوج". ويبقى مستقبل هذا المنتج العصرى ذى الخصوصيات التقليدية رهين الترويج والاشهار المحكم بالاسواق الخارجية والسوق الداخلية بالتركيز على كونه منتوجا بيولوجيا.