تونس 11 نوفمبر 2010 (وات)- تواصلت عشية الخميس بتونس أشغال الندوة الوطنية حول "الجمعيات والتنشئة المتوازنة من أجل ترسيخ المواطنة النشيطة" التي ينظمها مركز الإعلام والتكوين والدراسات والتوثيق حول الجمعيات "افادة" بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية والمنظمة التونسية للتربية والأسرة. وتمحورت الجلسة العلمية الثانية ضمن أشغال الندوة الملتئمة في إطار الاحتفال بالذكرى 23 للتحول وبالسنة الدولية للشباب, حول موضوع "المواطنة النشيطة: من المشاركة في الجمعيات إلى المشاركة في الشأن العام". وأبرزت السيدة سيدة العقربي رئيسة المنظمة التونسية للأمهات خلال ترؤس أشغال الجلسة المسائية الدور الذي تلعبه المشاركة في الحياة الجمعياتية في دعم الحس الوطني وروح البذل والعطاء مبرزة الإرادة السياسية للرئيس زين العابدين بن علي الداعمة لهياكل المجتمع المدني وتعزيز الوعي بأدواره. ولاحظ السيد منجي الزيدي المدير العام للوكالة التونسية للاتصال الخارجي في محاضرة بعنوان " الشباب والمشاركة في الشأن العام.. المواطنة النشيطة"، الأهمية الكبرى التي تكتسيها مسالة المشاركة الشبابية اليوم سواء في مجال البحث العلمي او في ميدان السياسات الموجهة للشباب، لارتباطها بإطار أشمل هو مشروع الحداثة والبناء الديمقراطي المطروح على المجتمعات العربية الاسلامية. وسلط المحاضر الضوء على علاقة الشباب التونسي بالمواطنة موضحا ان هذه الفئة مرتبطة بكل مقومات المواطنة وبالشأن العام لكن الحاجيات الطارئة والتغييرات الاجتماعية اسهمت بشكل كبير في بروز او تقلص هذا العلاقة، مشيرا إلى أهمية الابتعاد عن الاحكام المسبقة تجاه الشباب ومرافقته واعادة النظر في اساليب استقطابه ومعرفة حاجياته ومتطلباته. وفي إطار مداخلة بعنوان " التنشئة على التعامل مع التكنولوجيات الحديثة للاعلام والاتصال " ابرزت السيدة زهرة الغربي مديرة معهد الصحافة وعلوم الاخبار أهمية توظيف التكنولوجيات الحديثة في تجويد العملية التعليمية وإسهامها في التعلم التعاوني والتعلم الذاتي وعبر المشروع. كما تطرقت الى دور التكنولوجيات الحديثة في التنشئة الاسرية من خلال دعم الجدل الاجتماعي والتربية الوالدية فضلا عن مساهماتها في تعزيز التنشئة الجمعياتية وأوضح السيد فتحي الجراي استاذ بالمعهد الوطني للشغل والدراسات الاجتماعية في مداخلته بعنوان " تفعيل دور الشباب في المشاركة في وضع البرامج والاستراتيجيات والمساهمة في تنفيذها" إنه يعول على هذه الشريحة الاجتماعية الواسعة ان تسهم بابداعاتها الفكرية في نحت مستقبل أوطانها ومجتمعاتها خاصة أن المجتمع التونسي يرى في شبابه صانع غده ومحقق رهاناته وأشار في هذا السياق الى عزوف الشباب عن الانشطة الاهلية وعجز هياكل المجتمع الرسمية منها والاهلية على استقطابه وتوظيف طاقاته الفكرية الكامنة منها والمنطلقة في صنع القرارات الوطنية الكبرى أوالمصيرية ومن ثم تفعيل دور هذه الشريحة المجتمعية في المشاركة في حركية الفعل الاجتماعي. وتطرق السيد نجيب عياد ممثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من جهته الى موضوع "مراحل التنشئة المختلفة ودور الجمعيات في وقاية الناشئة من المخاطر التي تتهددها. وتم خلال الجلسة العلمية الصباحية التي ترأسها السيد محمد بن عبدالله الأمين العام المساعد للتجمع الدستوري الديمقراطي المكلف بالعلاقات مع الجمعيات والمنظمات تقديم العديد من المداخلات المتعلقة خاصة ب "الدور الخصوصي للجمعيات في التنشئة المتوازنة"و"الشباب وتحديات العولمة" وكذلك "الشباب والرهانات الوطنية :الاعداد لرفع التحديات المدنية والاقتصادية والثقافية" والتطوع وأشكال المشاركة في الحياة المدنية".