باريس 13 نوفمبر 2010 (وات) - أكد السيد كمال مرجان عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي، وزير الشؤون الخارجية أن خطاب الرئيس زين العابدين بن علي، بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين للتحول، جسد بالفعل وبقناعة راسخة في أن تكون ذكرى تحول السابع من نوفمبر، مناسبة سنوية لإعطاء المشروع الحضاري لتونس التغيير نفسا جديدا لمواصلة مسيرة التنمية الوطنية الشاملة. وذكر بما جاء في هذا الخطاب المرجع من قرارات وإجراءات رائدة تهدف إلى مزيد ترسيخ التعددية الديمقراطية وحقوق الإنسان وتكريس حرية الرأي والتعبير وتفعيل مسيرة التنمية الشاملة في تونس. وبين عضو الديوان السياسي لدى إشرافه يوم السبت بالعاصمة الفرنسية، على اجتماع ضم أفراد الجالية التونسية المقيمة في المنطقة الباريسية لشرح أبعاد ومضامين هذا الخطاب، أن الرئيس بن علي قاد التغيير، فجر السابع من نوفمبر 1987 بكل شجاعة وثقة في النفس من أجل كرامة كل فرد من الشعب التونسي ومن أجل بناء مستقبل أفضل لتونس وللتونسيين. ولاحظ أنه من هذا المنطلق كانت الاصلاحات المتتالية والمتعددة التي شهدتها البلاد منذ التحول والتي شملت أوجه الحياة كافة، فأعاد التغيير للدولة اعتبارها وهيبتها وللنظام الجمهوري مقوماته وكرس علوية الدستور والقانون وحقق المصالحة الوطنية كما تعزز أمن البلاد واستقرارها السياسي ووفاقها الاجتماعي ونشطت الحركة الاقتصادية والثقافية. ونقل الوزير إلى الحاضرين تحيات رئيس الدولة وتقديره ومحبته إلى كافة التونسيين والتونسيات المقيمين بباريس وفي مختلف المقاطعات والجهات الفرنسية، لما تميزا به من روح وطنية عالية ووفاء دائم لبلدهم ولتمسكهم بهويتهم وانتمائهم لوطنهم الأم وكلك لالتزامهم بقيم وثوابت التغيير وإسهامهم الفاعل في مسيرة التنمية الوطنية الشاملة. كما أكد أن من الأولويات المطلقة لبعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية وبتعليمات من رئيس الدولة، الإحاطة بالتونسيين بالخارج ومتابعة اوضاعهم والدفاع عن حقوقهم وكرامتهم وتمتين صلتهم بوطنهم الأم وتأمين مشاركتهم في مسيرة التغيير. وأشار السيد كمال مرجان إلى أن هذه البعثات الدبلوماسية والقنصلية وهياكل التجمع بالخارج، حريصة على إحكام التنسيق من أجل الاستغلال الأمثل للفضاءات الاجتماعية والثقافية وفضاءات تعليم اللغة العربية، بما يستجيب لتطلعات أفراد جاليتنا وطموحاتهم. وأضاف متوجها إلى أبناء وبنات تونس المقيمين بالخارج وفي مقدمتهم الكفاءات التجمعية ومكونات المجتمع المدني الوطني، أن تونس تعول على روحهم النضالية العالية وتعلقهم ببلادهم ووعيهم بالخيارات السياسية وبالنجاحات الاقتصادية والاجتماعية التي تحققها بقيادة الرئيس بن علي، للمساهمة في مزيد إشعاع تونس والتعريف بمبادراتها والدفاع عن مصالحها والتصدي لكل من تسول له نفسه النيل من سيادتها وكرامة شعبها. وأفاد السيد كمال مرجان أن المشروع الإصلاحي الشامل للتغيير حقق في فترة وجيزة نسبيا في تاريخ الأمم، مكاسب وإنجازات غير مسبوقة في شتى المجالات، أكدتها المراتب المتقدمة التي ما فتئت تحرزها تونس في تصنيفات مؤسسات دولية عرفت بموضوعيتها، واستعادت بها تونس ثقة المجموعة الدولية وجعلت من التجربة التنموية الوطنية نموذجا يحتذى به. ولاحظ الوزير أن الديبلوماسية التونسية تجد اليوم في نجاح هذه التجربة التنموية سندا حقيقيا لمزيد ترسيخ مقومات اندماج البلاد في فضاءات انتمائها بما من شأنه أن يدعم مناعة تونس ويحفظ مصالحها الحيوية. وشدد على أن هذا المشروع الحضاري للتغيير توفق إلى حد كبير في تحقيق المعادلة الصعبة بين المحافظة على خصوصياتنا الوطنية وأصولنا الحضارية في ظل التحولات والتعقيدات الحاصلة في المفاهيم والقيم من ناحية، والمسك بأسباب التقدم والرقي ومواكبة التطورات العلمية والمعرفية الحديثة في مختلف المجالات الحياتية من ناحية أخرى. ومن ناحيتهم ثمن الحاضرون القرارات والإجراءات الرائدة التي تضمنها الخطاب المنهجي للرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الذكرى 23 للتغيير، معبرين عن اعترافهم بالجميل لما حباهم به رئيس الدولة من رعاية موصولة وعن تمسكهم بسيادته ليواصل قيادة مسيرة تونس على درب الرقي والازدهار والتقدم.