تونس 25 نوفمبر 2010 (وات/ تحرير بهيجة بلمبروك) - تمثل احتفالات المجموعة الدولية باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الموافق للخامس والعشرين من نوفمبر من كل سنة، فرصة لاستحضار إسهامات تونس الفاعلة في إعداد استراتيجية عربية لحماية المرأة من العنف. وقد بادرت السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الدولة رئيسة منظمة المرأة العربية بالدعوة إلى إعداد استراتيجية إقليمية لحماية المرأة العربية من العنف، تم إطلاقها بمناسبة انعقاد المؤتمر الثالث لمنظمة المراة العربية بتونس في أواخر شهر أكتوبر الفارط، لتكون لبنة إضافية ومكسبا نوعيا يثرى رصيد عمل المنظمة الرامي الى مزيد الارتقاء بأوضاع النساء العربيات وصون كرامتهن. وتعد مبادرة سيدة تونس الأولى المتعلقة بمناهضة العنف ضد المرأة الى جانب مبادرتها بالدعوة الى إحداث لجنة المرأة العربية للقانون الدولي الانساني التي تم إقرارها خلال الاجتماع الرابع للمجلس الأعلى للمنظمة في 25 جوان 2009 من أهم المبادرات التي تميزت بها رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية. وتتنزل هذه المبادرات في اطار التعاطي المستنير لسيدة تونس الأولى مع قضايا المرأة العربية المسكوت عنها بغية بلورة تصور عربي مشترك يكرس حماية فضلى للمرأة العربية من العنف، ودعم الجهود الرامية إلى الارتقاء بمستوى وقاية المراة من العنف وحمايتها والتعهد بالمرأة ضحية العنف إلى أفضل المستويات. ومن منطلق الحرص على تعزيز العمل المشترك في ما يتعلق بالتعامل مع هذه الظاهرة، انعقدت بتونس يومي 8 و 9 مارس 2010 بمناسبة اليوم العالمي للمراة، ندوة عربية تحت شعار "مناهضة العنف ضد المرأة تكريس للقيم الانسانية" افتتحت اشغالها حرم رئيس الجمهورية بكلمة تضمنت طرحا جريئا ومقاربات ريادية في مجال وقاية المرأة من العنف ومن التمييز الممارسين ضدها. وقد تولت المنظمة خلال سنة 2010 اعداد هذه الاستراتيجية وفق مقاربة تشاركية جمعت فيها الدول الأعضاء بالمنظمة وهياكل المجتمع المدني الناشطة في هذا المجال. وقد استضافت تونس تحت سامي إشراف حرم رئيس الدولة من 6 الى 8 ديسمبر 2009 ورشة لتبادل الخبرات للقضاء على العنف ضد المراة. كما شكل اصدار الكتاب المرجعي حول "العنف ضد المراة بين سطوة الواقع وتكريس القيم الإنسانية" خلال الطور الاول من الرئاسة التونسية لمنظمة المراة العربية، خطوة عملية على درب الشروع في بلورة هذه الاستراتيجية وذلك من خلال كسره لحاجز الصمت ازاء كل اشكال العنف والتمييز الممارسين ضد المرأة. وترتكز الاستراتيجية العربية لحماية المرأة من العنف على جملة من المحاور تتعلق بالوقاية والحماية والمشاركة والتشريعات والاجراءات القانونية والدراسات والبحوث فضلا عن محاور الشراكة والتنسيق والمتابعة والتقييم. ويشار الى ان ما تشهده المنطقة العربية من تقدم في مجال مناهضة أشكال التمييز، المتعددة ضد المراة العربية، يمثل من النقاط المضيئة التي يمكن البناء عليها ومزيد إثرائها الا انه وبالرغم من التقدم الحاصل في المجال، لاتزال أوضاع المرأة في بعض المجتمعات العربية تواجه العديد من التحديات ولاسيما على مستوى الفجوة القائمة بين التشريع والواقع بسبب استمرارا الموروثات الثقافية السلبية والصور النمطية للمرأة والتوزيع غير العادل للأدوار داخل الأسرة.