تونس 12 ديسمبر 2010 / وات/ احتضن الفضاء الثقافي الخاص "ايكار" بتونس العاصمة مساء السبت لقاء خصص للاحتفاء بصدور باكورات سلسلة "ألف راء" التي تعني بترجمة الروايات العالمية ويديرها الروائي ظافر ناجي وتصدر عن دار النشر التونسية "ماسكيلياني" الروايتان المحتفي بصدورهما: "حديقةالصخور" لنيكوس كازنتزاكي صاحب رائعة زوربا الإغريقي ، وقام بتعريبها الأديب أسامة إسبر من سوريا ووردت في 253 صفحة من الحجم الكبير ورواية "ساعي بريد نيرودا" للشيلي أنطونيو سكارميتا و ترجمها صالح علماني من فلسطين/مقيم في سوريا/ قال ظافر ناجي أثناء تقديمه لرواية " ساعي بريد نيرودا"انها "رواية بطعم الفاكهة، تبدوءها فإذا أنت متورٌط فيها حدٌ المتعة، تنال من كلٌ حواسٌك و تسحبك من عالمك إلى عالمها فلا تستطيع لها تركا ولا منها فكاكا قبل أن تقرأ الجملة الأخيرة .. قد يذهب الظنٌ إلى أنٌ تشابك الأحداث و تشويق الوقائع هما اللذان يشدٌان القارىء، لكن الحقيقة غير ذلك، بل هي على العكس تماما رواية شحيحة الشخصيٌات قليلة الأحداث يمكن تلخيصها في كلمة " نيرودا " وهو ممدٌد على فراش المرض ردٌا على ساعي بريده "ماريو خيمينث" وهو يسأله عمٌا يشعر.. فيجيبه بكلٌ بساطة و عمق :" أشعر بأنٌي أحتضر ، وباستثناء ذلك ليس هناك ما هو خطير ". ويضيف " نحن إزاء رواية علامة في تاريخ الأدب العالميٌ . رواية، الشعر مبدوءها و منتهاها ومرجعها و مبتغاها فكلٌ وظائفها السرديٌة و أحداثها المفصليٌة شعر على شعر فالبحار صار ساعي بريد للشاعر و منه بدأ يسرق الأبيات قبل أن يسرق الصنعة ليغوي بها حبيبته، والشاعر صار نجما بالشعر و بالشعر مناضلا أيضا ..علامة توءكٌدها الضجٌة التي صاحبتها بعد أن تحوٌلت إلى فيلم ثمٌ إلى مسرحيٌة تحمل نفس إمضاء أنطونيو سكارميتا و رشٌحت لنيل أكبر الجوائز العالميٌة و توٌجت بالعديد منها . وعن رواية "حديقة الصخور" ذكر ظافر ناجي بأنه " من الصعب أن تحدٌد من هو كازنتزاكي في روايته هذه"حديقة الصخور".. هو هنا كل وجوهه المتعدٌدة و ما أكثرها.. الرٌوائيٌ يكتب حكايته ، و الشاعر ينظم قصيدته ، و المسافر يدوٌن مذكٌرات رحلاته، و الفيلسوف يتأمٌل العالم وذاته، والسٌياسيٌ يلاحظ انهيار العالم و أكاذيب الإيديولوجيا ..لقد تأثٌر كازنتزاكي بنيتشة و برغسون و ماركس. فكره مزيج من كلٌ تلك الفلسفات وفي روحه تمزٌق متجانس بين السماويٌ و الوضعيٌ و خارجهما، بين حكمة الشرق الأقصى مختزلة في بوذا والكثير من مسيحيٌة الغرب و علمانيٌة الشٌيوعيٌين في العالم .. لا يقلقه تناقضه، بل يرى في ذلك عمق الوجود الإنسانيٌ و خلاصة مأساته وخلاصه.. على امتداد صفحات الرٌواية تطالعنا المدن و الوجوه في رحلة لا تنتهي بين عشرات الأماكن ومئات البشر .. لا شيء من ذلك يهمٌ فعلا بقدر ما تهمٌ التٌجربة من ورائها والحكمة من وجودها .. ".