تونس 18 ديسمبر 2010 (وات) - انعقدت اليوم السبت بمقر الوكالة التونسية للاتصال الخارجي بتونس ندوة صحفية للتعريف بمشروع المجمع السويسري للخشب المتعلق بإطلاق مشروع نموذجي ضخم بالجنوب التونسي وتحديدا بولاية تطاوين يستخدم الطاقات الحيوية المتجددة لمكافحة التصحر بالجنوب . واشرف على هذه الندوة السيدان فؤاد دغفوس وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية ورئيس اللجنة العليا للمشاريع الكبرى والدو بونالدي نائب رئيس "المجمع السويسري للخشب" ويتمثل هذا المشروع الذي تبلغ كلفته 900 مليون اورو في غراسة أشجار الاكاسيا بالأساس على مساحة تغطي ما يقارب 160 الف هكتار في ولاية تطاوين وتوفير البنية التحتية الملائمة لاستغلال أخشاب هذه الأشجار وتحويلها ونقلها وخزنها وتصديرها كليا الى الخارج لتوفير مصادر نظيفة للطاقة. وبين السيد فؤاد دغفوس ان الدراسات التي تمت خلال المرحلة التجريبية 2008-2010 على مساحة 5 هكتارات أثبتت نجاعة هذا المشروع وتأقلم الأشجار مع العوامل المناخية الصحراوية، مضيفا ان المجمع سيدخل في المرحلة التجريبية الثانية في الفترة ما بين 2011-2013 والتي تشمل غراسة 5 الاف هكتار يتحصل المجمع اثر نجاحها على مصادقة الدولة من اجل مواصلة المشروع واستكمال عملية تشجير ال155 الف هكتار المتبقية. وأكد ما يحظى به هذا المشروع من اهتمام ودعم من لدن الرئيس زين العابدين بن علي باعتباره ينصهر في سياق الأهداف الطموحة للبرنامج الرئاسي 2009-2014 ولا سيما المحور الحادي عشر //نحو اقتصاد بمحتوى تكنولوجي رفيع صديق للبيئة مقتصد للطاقة ومجدد// علاوة على مساهمته في تنمية المناطق الداخلية وإحداث مواطن شغل ودفع نسق التصدير ونقل التكنولوجيا. وابرز حرص الدولة على تامين شروط الحفاظ على البيئة واستدامتها في كافة مراحل انجاز المشروع. وبين السيد الدو بونالدي في تدخله انه تم اختيار تونس لإقامة هذا المشروع لعدة اعتبارات منها بالخصوص توفر الإرادة السياسية لقيادة البلاد وعامل القرب الجغرافي من اوروبا وتوفر الموارد الطبيعية إضافة الى مناخ الاستقرار الاجتماعي والسياسي ووجود الإطار التشريعي الملائم للاستثمار. وأعرب عن تقديره وعميق امتنانه للرئيس زين العابدين بن علي لدعمه للمشروع مؤكدا انه تم توفير كل الموارد البشرية والمالية اللازمة والكفيلة بتامين انطلاقة موفقة للمشروع. وبين انه بفضل دعم رئيس الدولة وسداد نظرته فان هذا المشروع يمكن ان يشكل مثالا يحتذى بالنسبة للبلدان ذات الخصوصيات البيئية والاقتصادية والاجتماعية المشابهة لتونس. وأفاد ان المشروع سيمكن من خلق 45 الف موطن شغل قار خلال 15 سنة وسيشكل حواجز طبيعية تحد من ظاهرة التصحر وتساهم في تقليص انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في المنطقة المتوسطية علاوة على إمكانية توسيعه الى مناطق مجاورة بالجهة. وإجابة عن سؤال حول مكونات المشروع أشار السيد الدو بونالدي الى انها تتمثل في غراسة الاشجار المتوفرة محليا وبناء وحدة لخزن ورحي وقطع الاخشاب ومحطة لتحلية المياه او/ومعالجة المياه المستعملة/ مع امكانية احداث خط للسكك الحديدية يصل الموقع بالخط الحديدي الرابط بين قفصة وقابس وجرجيس. وبين ان المشروع سينجز وفق التشريعات التونسية والدولية المعتمدة في مجال حماية البيئة والحفاظ على المنظومات الطبيعية وبالاعتماد على دراسات حول التأثيرات البيئية للمشروع مؤكدا ان موقع المشروع سيكون بعيدا عن المناطق السياحية الصحراوية. وأوضح ان منظومة الانتاج تقوم على قطع الأشجار كل 3 سنوات والعمل على بلوغ انتاج يقدر ب6 ملايين طن من الخشب يصدر كليا الى الخارج بعائدات في حدود 300 مليون دولار. وأشار أيضا إلى أنه سيتم تخصيص 5 آلاف هكتار كمناطق رعوية لفائدة السكان المحليين. وأفاد أنه سيتم خلال الأسابيع القادمة إحداث لجنة تسيير مشتركة للمشروع يعهد اليها بالسهر على إحكام إنجاز الدراسات وحسن تنفيذ ومتابعة المشروع. ويعد المجمع السويسري للخشب من الشركات الخاصة والرائدة عالميا في مجال تجارة الطاقة العضوية المستخرجة من الخشب ويرتفع رأس مالها الى حوالي 250 مليون اورو. وتمتلك عديد الفروع بالبلدان التي تتوفر على مساحات غابية هامة على غرار الولاياتالمتحدةالامريكية واوكرانيا وبلاروسيا وبولونيا. و يسعى هذا المجمع حسب السيد الدو بونالدي من خلال أنشطته الى الاستجابة الى توصيات بروتوكول كيوتو وقرارات الاممالمتحدة الصادرة مؤخرا عن منتدى كانكون بالمكسيك المتعلقة بالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.