أخبار تونس- 160 ألف هكتار، هي مساحة المشروع النموذجي الضخم لإنتاج الخشب، بالجنوب التونسي وتحديدا بولاية تطاوين، الذي سينجزه المجمع السويسري للخشب(GWH). ويتمثل هذا المشروع في استخدام الطاقات الحيوية المتجددة لمكافحة التصحر من خلال غراسة أشجار "الاأكاسيا" بالأساس المتوفرة محليا وبناء وحدة لخزن ورحي وقطع الأخشاب ومحطة لتحلية المياه أو"ومعالجة المياه المستعملة" مع إمكانية إحداث خط للسكك الحديدية يصل الموقع بالخط الحديدي الرابط بين قفصة وقابس وجرجيس. وتقوم منظومة الإنتاج على قطع الأشجار كل 3 سنوات من أجل بلوغ إنتاج يقدر ب 6 ملايين طن من الخشب يصدر كليا إلى الخارج بعائدات في حدود 300 مليون دولار،كما سيتم تخصيص 5 آلاف هكتار كمناطق رعوية لفائدة السكان المحليين. وتقدر كلفة هذا المشروع بنحو 900 مليون اورو، حسب ما أعلن عنه رئيس اللجنة العليا للمشاريع الكبرى Aldo Bonaldi نائب رئيس المجمع السويسري للخشب في ندوة عقدها مؤخرا بمقر الوكالة التونسية للاتصال الخارجي بتونس، وحضرها السيد فؤاد دغفوس، وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية. وبيّن الوزير بالمناسبة، أن الدراسات التي تمت خلال المرحلة التجريبية 2008-2010 على مساحة 5 هكتارات أثبتت نجاعة هذا المشروع وتأقلم الأشجار مع العوامل المناخية الصحراوية، مضيفا أن المجمع سيدخل في المرحلة التجريبية الثانية في الفترة ما بين 2011-2013 والتي تشمل غراسة 5 آلاف هكتار يتحصل المجمع إثر نجاحها على مصادقة الدولة من أجل مواصلة المشروع واستكمال عملية تشجير ال155 ألف هكتار المتبقية، مؤكدا حرص الدولة على تأمين شروط الحفاظ على البيئة واستدامتها في كافة مراحل انجاز المشروع. وأكد وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية، ما يحظى به هذا المشروع من اهتمام ودعم من لدن الرئيس زين العابدين بن علي باعتباره ينصهر في سياق الأهداف الطموحة للبرنامج الرئاسي 2009-2014 ولا سيما المحور الحادي عشر "نحو اقتصاد بمحتوى تكنولوجي رفيع صديق للبيئة مقتصد للطاقة ومجدد" علاوة على مساهمته في تنمية المناطق الداخلية وإحداث مواطن شغل ودفع نسق التصدير ونقل التكنولوجيا. من جهته، أكّد السيد الدو بونالدي، أن اختيار تونس لإقامة هذا المشروع تمّ لعدة اعتبارات منها بالخصوص توفر الإرادة السياسية لقيادة البلاد وعامل القرب الجغرافي من أوروبا وتوفر الموارد الطبيعية إضافة إلى مناخ الاستقرار الاجتماعي والسياسي ووجود الإطار التشريعي الملائم للاستثمار معربا عن تقديره للرئيس زين العابدين بن علي لدعمه للمشروع. وأفاد السيد بونالدي،أيضا أن المشروع سيمكن من خلق 45 ألف موطن شغل قار خلال 15 سنة وسيشكل حواجز طبيعية تحد من ظاهرة التصحر وتساهم في تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في المنطقة المتوسطية علاوة على إمكانية توسيعه إلى مناطق مجاورة بالجهة، وفق التشريعات التونسية والدولية المعتمدة في مجال حماية البيئة والحفاظ على المنظومات الطبيعية وبالاعتماد على دراسات حول التأثيرات البيئية للمشروع مؤكدا أن موقع المشروع سيكون بعيدا عن المناطق السياحية الصحراوية. كما يسعى هذا المجمع، حسب السيد الدو بونالدي، من خلال أنشطته إلى الاستجابة إلى توصيات "بروتوكول كيوتو" وقرارات الأممالمتحدة الصادرة مؤخرا عن "منتدى كانكون" بالمكسيك المتعلقة بالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. وأفاد كذلك أنه سيتم خلال الأسابيع القادمة إحداث لجنة تسيير مشتركة للمشروع يعهد إليها بالسهر على إحكام إنجاز الدراسات وحسن تنفيذ ومتابعة المشروع. يذكر أن المجمع السويسري للخشب يعد من الشركات الخاصة والرائدة عالميا في مجال تجارة الطاقة العضوية المستخرجة من الخشب ويرتفع رأس مالها إلى حوالي 250 مليون اورو وهو يمتلك عديد الفروع بالبلدان التي تتوفر على مساحات غابية هامة على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوكرانيا وبلاروسيا وبولونيا.