بنزرت 24 ديسمبر 2010 (وات)- تعيش ولاية بنزرت منذ سنة 1987 حركية تنموية دؤوبة ترجمها على ارض الواقع تزايد عدد المشاريع الاستثمارية وتوفر مواطن الشغل بصفة مستمرة فى جميع القطاعات فضلا عن تطور مردود قطاعات الانتاج وتحسن ظروف عيش المتساكنين مما اهلها لتصبح قطبا اقتصاديا نشيطا وبوابة هامة على الضفة الشمالية للمتوسط وحلقة ربط ميتنة لتعزيز اسس التكامل بين فضاء تونس الكبرى وفضاء الشمال الغربي للبلاد. وقد إستقطبت ولاية بنزرت على امتداد سنوات التحول استثمارات جملية بحجم 6851 مليون و300 الف دينار وهو ما يجسد العناية التي يوليها الرئيس زين العابدين بن على للتنمية فى الجهات وحرصه المتواصل على توفير فرص تنموية متكافئة بين جميع الجهات واستغلال مكامن التشغيل المتوفرة والبحث عن مجالات ذات قدرة تشغيلية عالية لتحقيق الفائدة لمتساكنى الجهة. واستفادت الجهة من برامج ومشاريع كبرى شملت مختلف الميادين وجميع المناطق وساهمت في تغيير واقع الجهة نحو الأفضل وهيأتها لمستقبل واعد وفتحت أمام أبنائها مجالات العمل والإبداع ونمت فى نفوسهم روح المبادرة. ومن أبرز هذه المشاريع الطريق السيارة تونس"بنزرت والطريق السريعة بنزرت"منزل بورقيبة وتأهيل الميناء التجاري بنزرت"منزل بورقيبة الى جانب إحداث القسط الأول منا لمركب الجامعي بمنزل عبد الرحمان و84 مؤسسة تربوية ومستشفى جهوي ببنزرت. كما تم تركيز فضاء الأنشطة الإقتصادية(المنطقة الحرة سابقا) وتهيئة 156 هك ونصف من المناطق الصناعية و15700 هك من المناطق السقوية وبناء 4 سدود كبرى و14 سدا تليا و76 بحيرة جبلية وتشجير حوالي 20000 هك من الأراضي الغابية. وعممت الفضاءات الشبابية والرياضية والثقافية على مختلف معتديات الولاية وتم تنوير 45453 مسكنا ريفيا وتزويد 15180 أسرة بالوسط الريفي بالماء الصالح للشراب وتمكين 321 ألف مواطن من الإنتفاع بخدمات التطهير. وساهمت هذه الانجازات الرائدة فى تنوع القاعدة الإقتصادية بالجهة وتطور جهاز الإنتاج وإرتفاع مردوديته اذ تم إحداث 186 مؤسسة صناعية جديدة منذ التحول منها 80 مؤسسة تنتصب داخل فضاء الأنشطة الإقتصادية وتمارس أنشطة ذات تكنولوجيا حديثة وقيمة مضافة عالية مثل صناعة اليخوت أوالمراكب البحرية الترفيهية ومكوناتها وقطع غيار الطائرات والأجهزة الإلكترونية الدقيقة. وتطور عدد المؤسسات الصناعية الناشطة بالولاية إلى 366 مؤسسة وتعززت القدرة التنافسية للقطاع الصناعي وطاقته التشغيلية التى قفزت من 15500 موطن شغل مباشر فى بداية التحول إلى 51 الف موطن شغل اليوم. وحققت مختلف القطاعات قفزة نوعية منها قطاع الفلاحة وذلك نتيجة للمجهودات المبذولة في مجال تعبئة المياه التي بلغت نسبة 72 بالمائة والتوسع في المساحات المروية الى 24200 هك وتهيئة المواني البحرية والتشجيع على إقتناء مراكب الصيد البحري وإدخال بعض الأنشطة الحديثة كالفلاحة البيولوجية التى احتلت هذا الموسم مايزيد عن 5000 هك والتوسع في غراسة الزياتين والقوارص. كما تدعمت مساهمة ولاية بنزرت فى أهم المنتوجات الفلاحية الوطنية الإستراتيجية حيث إرتقت إلى 20 بالمائة بالنسبة للحبوب و28 بالمائة بالنسبة للطماطم و17 بالمائة بالنسبة للبطاطا و13 بالمائة بالنسبة للألبان و18 بالمائة بالنسبة للحوم الأبقار و7 بالمائة بالنسبة للأسماك و6 بالمائة بالنسبة للبيض و35 بالنسبة للخشب. وساهمت النقلة النوعية المسجلة على مستوى البنى التحتية وتحسن الخدمات وتأهيل الموارد البشرية علاوة على مناخ الأمن والإستقرار الذي يسود البلاد عموما، في تعزيز قدرة ولاية بنزرت على إستقطاب الباعثين في كل القطاعات من تونس ومن الخارج وعلى تجسيم أهدافها التنموية الطموحة بالرغم من الظروف الصعبة نتيجة للأزمة الإقتصادية العالمية. وأكدت النتائج المسجلة منذ بداية تنفيذ المخطط الحادي عشر للتنمية أن الجهة قد تمكنت من إحداث 30373 موطن شغل في قطاعات الصناعات المعملية(63 فاصل 5 بالمائة) والمهن الصغرى (32 فاصل 2 بالمائة) والصيد البحري (2 فاصل 3 بالمائة) والخدمات 2 بالمائة وذلك بين سنتي2007 و2010 وهو مامكن من تغطية كافة الطلبات الإضافية للشغل وإمتصاص جزء من مخزون البطالة يصل إلى حوالي 2949 موطن شغل. وستتميز سنة 2011 بدخول القطب التنموي طور الاستغلال الذى اذن رئيس الدولة باحداثه لدعم التنمية الاقتصادية بجهة بنزرت. وهو يشتمل على قطب تكنولوجي للصناعات الغذائية وفضاءات بحثية ومنطقة صناعية بمواصفات عالمية وشبكة شركاء من تونس ومن الخارج. وسيساهم هذا المشروع فى تثمين المنتوج الفلاحي الوطني ومن إستقطاب التكنولوجيات الحديثة فى هذا الميدان. ويتوقع أن يحقق حجم إستثمارات ب 280 م د وحجم صادرات ب350 م د واحداث 9000 موطن شغل سينتفع بربعها على الأقل أصحاب الشهائد الجامعية. كما يتواصل بنسق حثيث انجاز مشروع توسعة وتهيئة الميناء الترفيهي ببنزرت "بنزرت كاب 3000" باستثمارات جملية تقدر ب170 م د وهو يهدف الى إثراء المنتوج السياحي التونسي وتنويعه ودعم السياحة الترفيهية البحرية بالجهة علاوة على توفير مايزيد عن 663 موطن شغل مباشر ومئات فرص العمل غير المباشرة وتنشيط الحركة التجارية بمدينة بنزرت. ويعد مشروع منتجع الرأس الأبيض السياحي ببنزرت الذي أعلن عنه مؤخرا رئيس الدولة انجاز القرن بالنسبة للجهة والمنطلق الحقيقي للتنمية السياحية الشاملة بها. ويتكون هذا القطب السياحي العالمي الذي سينجزه مستثمر تونسي بكلفة تقدر بحوالي 2000 م د من 4 نزل تحتوي على 2700 غرفة ومنطقة إقامة ب240 فيلا ومركب سكني يتكون من 200 فيلا ومركب شقق رفيعة يحتوي على 936 شقة الى جانب 1250 بيت خشبي ذات طابع بيئي ومركب صحي يمتد على مساحة 12 هك ومركب حضري للإقامة والأنشطة المتعددة إلى جانب عديد الفضاءات التنشيطية والترفيهية الأخرى. وسيمكن المنتجع الذي سينجز في ظرف 5 سنوات على مساحة 200 هك، من إستيعاب نحو 24 ألف مقيم ومن توفير مالايقل عن 4700 موطن شغل مباشر.