تونس 28 ديسمبر 2010 (وات)- تعرض بداية من 30 ديسمبر الجاري، بمتحف مدينة خيرالدين بتونس العاصمة، 150 لوحة من أعمال الفنان التشكيلي علي بن سالم، تم تجميعها من مصادر مختلفة من بينها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وبلدية تونس وأشخاص قريبين من المحتفى به. ويندرج المعرض في إطار الاحتفاء خلال سنة 2010 بمائوية ميلاد الرسام على بن سالم التي كان الرئيس زين العابدين بن علي قد أذن بإعداد برنامج خاص بها تكريما لهذا المبدع التونسي وتأريخا لمسيرته الحافلة بالنجاحات،متضمنا بالخصوص لوحات "تعكس حب الحياة وتتميز بأشكال مختلفة للسعادة" كما وصفها عديد النقاد. كما تبرز اللوحات المعروضة القيمة والأهمية التي كان يعطيها هذا الرسام الى منتوجات الصناعات التقليدية، وهو ما لا يعد غريبا على شخص اشتغل طويلا في متحف الفنون الشعبية "دار المستيري" حيث تعامل مع التقنيات القديمة في هذا المجال وأعاد صياغة الأشكال المستعملة في الديكور والتزويق الموظفة في مختلف المهن. وينتمي على بن سالم، الى جيل من الفنانين عمل على إعادة الاعتبار للتراث في صوره وتعابيره المتعددة بشغف وحب كبيرين، وبأسلوب مختلف عن الأنماط التشكيلية التي برزت في أعمال العديد من رسامي فترة الحماية. وحسب المختصين، فان أعمال الرسام على بن سالم شاهدة على حرصه الدائم على التأكيد بأنه "تونسي في المقام الأول"، ومن أوائل المهتمين بدور الفن في إبراز صور من الحياة الشعبية، في محاولة منه لجعل الحياة الاجتماعية عنصرا مركزيا في أعماله الفنية. ويذكر ان علي بن سالم ينتهج الرمزية المجازية في أعماله، حيث تبدو الأشكال محددة بواسطة خطوط مقوسة مرنة ودقيقة، وتتكرر هذه الأشكال في جل أعماله. وتكريما له وتخليدا لأعماله، صدر بعضها ضمن طوابع بريدية ومن بينها لوحتان عنونهما المحتفى به "حلم في الفضاء التقليدي" و "عرس في الهواء الطلق".