تونس 29 ديسمبر 2010 (وات)- طرح هزلي لظاهرة العنف المسلط على الحكام الرياضيين داخل الملعب وخارجه، تلك هي الفكرة التي انطلق منها الممثل جلال الدين السعدي في تقديمه لمسرحيته الجديدة من نوع الوان مان شو "ورقة حمراء" مساء الثلاثاء بالمسرح البلدي بالعاصمة. وقد حاول بطل هذا العمل الذي أخرجه كمال العابد وكتب نصه مع حافظ الجديدي ، الجمع بين شخصيات متداخلة ومتفاعلة وكان الرابط بينها شخصية "جلول" ذلك الفتى الحالم بان يكون لاعب كرة قدم محترف الا أن والده فرض عليه امتهان التحكيم الرياضي. ويبرز النص في مرحلة تالية من حياة "جلول" نتائج خضوعه لرغبة والده ،حيث اصبح ضحية عنف معنوي ومادي يتعرض له من الجمهور الرياضي لا سيما منه الانصار المتعصبين للجمعيات الرياضية والذين يحملون عادة التحكيم مسؤولية هزيمتهم. هذه الظاهرة التي اضحت منتشرة في المشهد الرياضي الراهن عبر عنهاالسعدي من خلال استعراض مواقف طريفة في ظاهرها الا انها تحمل نقدا لاذعا لما خلفته هذه العقليات من انعكاسات سلبية على وضع الحكام. جلال الدين السعدي في تجربته الاولى مع الشكل المسرحي الاكثر رواجا في السنوات الاخيرة ، تناول موضوعا جديا ومثيرا في الواقع الاجتماعي خاصة وان الجانب الرياضي يحظى باهتمام كبير من فئة عريضة في المجتمع، الا ان استعمال تقنيات تعبيرية وخطابات هزلية مستهلكة جعلت ايقاع المسرحية رتيبا لم يتجاوز دائرة المألوف والمتداول في هذا الصنف من الفن الرابع"الوان مان شو" والذي يتطلب قدرات وتوظيفات جديدة للتعبير المسرحي. ان الرسالة التي اراد القائمون على هذا العمل تبليغها الى الجمهور هي ضرورة التحلي بالروح الرياضية والتخلي عن عقليات التعصب منذ بداية المسرحية ولعل ضعف توظيف الاضاءة والديكور اثر على بلوغ المستوى المنشود للمسرحية التي يمكن ان ترتقي الى مستوى افضل في العروض المقبلة. وفي الواقع لم تمثل مسرحية "ورقة حمراء" التي انتجتها شركة ياسمين للانتاج في عرضها الاول يوم الثلاثاء لفائدة الجمعية التونسية لمساعدة الصم(فرع حمام سوسة) ،حدثا مسرحيا لضعف حضور الجمهور وللهنات الكثيرة المسجلة على مستوى النص والاخراج والاداء.