تونس 6 جانفى 2011 (وات) - تحتفل تونس إلى جانب المجموعة العربية باليوم العربي لمحو الأمية الموافق للثامن من جانفي من كل سنة. ويعد الاحتفال بهذه المناسبة موعدا لتقييم انجازات البرنامج الوطني لتعليم الكبار وتشخيص مساره الراهن والمستقبلي بهدف مزيد تطوير أدائه ومردوديته وتفعيل مساهمته كآلية لتعزيز الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للمتعلمين وكآلية للمساهمة في بناء مجتمع المعرفة والتمكين للفئات ذات الأولوية مثل المرأة الريفية. وقد اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الألكسو/ في احتفالها هذه السنة محور //محو الأمية وتمكين المرأة الريفية// في إطار نظرة موسعة لتعليم الكبار داعية إلى مزيد تشريك مكونات المجتمع المدني وتطوير اضطلاعها بدورها كشريك فاعل في تجسيم سياسات الدول في هذا المجال. وكانت تونس سباقة الى اعتماد رؤية استشرافية في مجال تعليم الكبار ومحو الأمية تقوم على مبدأ التعلم للجميع باعتباره رافدا للتنمية بمختلف أبعادها، وقد حققت تونس حتى موفى سنة 2010 كل الأهداف المرسومة لبرنامج تعليم الكبار بفضل رعاية رئيس الدولة ودعمه للبرنامج. ومن بين التحديات التي راهن الرئيس زين العابدين بن علي على كسبها في برنامجه //معا لرفع التحديات// هي //المرأة التونسية// باعتبارها رمز الأصالة وعنوان الحداثة والمرأة هي عماد التماسك الأسري. وتم لهذا الغرض وضع جملة من آلاليات العملية وفي مقدمتها خطة عمل متكاملة لمزيد النهوض بالمرأة الريفية بهدف النزول بنسبة الأمية في صفوف هذه الفئة ب 4 نقاط مع نهاية 2014 وتركيز جهود البرنامج الوطني لتعليم الكبار خلال نفس الفترة على الولايات والمعتمديات ذات الأولوية. وفى هذا السياق سيعمل البرنامج خلال المرحلة المقبلة على مزيد تطوير أساليب تحقيق الأهداف النوعية من خلال إعداد خارطة تربوية في مراكز تعليم الكبار ومتعددة المهارات ضمن منظومة المتابعة والتقويم لمزيد تجويد التخطيط والبرمجة. كذلك سيتركز الاهتمام على دعم الوحدات الجهوية للإنتاج والتجديد التربوي في مجال تعليم الكبار عبر تطوير أساليب عملها الميداني وتنويع مجالاته وتجويد طرق وأساليب التدريس والتنشيط وتنويع الصيغ التعليمية الملائمة للمتعلمين الكبار بما يتماشى والبيئة الاجتماعية التي يعيشون فيها. وفى سياق متصل ينتظر ان تتجه العناية الى مزيد تطوير المناهج التعليمية لمرحلة ما بعد التحرر من الأمية أي مرحلة المتابعة ووسائلها التعليمية وتصميم دورية إلكترونية ضمن موقع واب البرنامج للتشجيع على الإنتاج المختص في تعليم الكبار تكون منطلقا لنواة في التكوين عن بعد وتبادل التجارب بين الإطار التربوي المختص محليا وجهويا. وقد تمكن البرنامج بفضل تضافر جهود مختلف الأطراف الاجتماعية خلال الفترة 2000-2010 من تحرير 643815 دارس من الأمية من بينهم 503545 فتاة أي 78 فاصل 2 بالمائة و330952 في الوسط الريفي أي بنسبة 51 فاصل 4 بالمائة. كما تمكن البرنامج خلال نفس الفترة من وضع منهج إدماجي يلبي حاجات التعلم الأساسية لدى اليافعين والكبار يشمل الاليات القرائية والتواصلية والتدريب على المهارات. وما فتئ البرنامج الوطني لتعليم الكبار يعمل على تفعيل الشراكة مع المجتمع المدني وخاصة مع شبكة الجمعيات المتخصصة في تعليم الكبار والمتكونة من جمعية وطنية و 26 جمعية جهوية و 26 جمعية محلية و150 فرعا لها وذلك عبر التشجيع على إبرام عقود برامج معها تحقيقا لأهداف البرنامج. ويولي البرنامج عناية خاصة لمرحلة المتابعة من خلال تشجيع الجمعيات على فتح نواد لتثبيت المعارف لدى المتحررين من الأمية ومواصلة احداث المراكز النموذجية التي تتولى بالخصوص مساعدة هذه الفئة على الاستفادة من الثقافة الرقمية. وشهدت الصيغ والوسائل التعليمية في هذا الصدد تنوعا ملحوظا تمثلت في إدراج التدريب على الحاسوب وإنتاج دروس تلفزية في التواصل الاجتماعي تشجع على المشاركة بأكثر فاعلية في مختلف جوانب الحياة العملية. ويتواصل تركيز الجهود على مزيد التحسيس بأهمية الانخراط في دروس تعليم الكبار خاصة في أوساط المرأة الريفية وإحداث مراكز لتعليم الكبار بالمصالح العمومية والمؤسسات الخاصة ومراكز للتدريب على المهارات المهنية إلى جانب تعميم نوادي المتابعة بكافة الجهات. وقد تمكنت تونس من تحقيق أهدافها في مجال تعليم الكبار وفي مجال تنويع أساليب وسبل التعلم ومجال تطوير المناهج وفق حاجات المتعلمين. وقد تبوأت بفضل ذلك صدارة الترتيب في العالم العربي من خلال عملية تقييم أجراها المكتب العربي الاقليمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/.