تونس 24 جانفي 2011/ وات/ يجمع المفكرون والفلاسفة على ان التاريخ مليء بالعبر والدروس لمن يريد أن يفتح ذهنه ويستفيد منها بل ان الشعوب التي لاتستفيد من عبر التاريخ تخطىء السبيل الى العزة والسداد في أغلب الاحوال وقد أثبت العلامة التونسي الشهير ولي الدين عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون في /كتاب العبر والمبتدأ والخبر/ الذي الفه منذ أكثر من ستة قرون خلت انه ذو بصيرة نادرة وقدرة عجيبة على استقراء الاحداث واستخلاص العبر وليس أدل على ذلك مما ورد في الجزء الاول من هذا الكتاب والذي يعرف ب/المقدمة/ من فصول تبحث بعمق في أحوال الناس والسلطان لاسيما الفصل الذي يحمل عنوان / في ان الظلم مؤذن بخراب العمران/ هذا الفصل الذي يبدو للقارىء اليوم وكانه كتب في أيامنا هذه يكشف عن عبقرية ابن خلدون في التحليل واستخلاص النتائج فهو يقول في وصف الظلم وعواقبه الوخيمة على العباد والبلاد / اعلم ان العدوان على الناس في أموالهم ذاهب بامالهم في تحصيلها واكتسابها / مضيفا في موقع أخر / ولاتحسبن الظلم انما هو أخذ المال أو الملك من يد مالكه من غير عوض و لاسبب بل الظلم أعم من ذلك..وغصاب الاملاك على العموم ظلمة ووبال ذلك كله عائد على الدولة بخراب العمران الذي هو مادتها لذهاب الامال من أهله / ومعنى ذلك في قراءة للوضع الحالي بتونس ان الظلم الذي استشرى في البلاد في عهد النظام السابق وما رافقه من استبداد وتجاوزات مريعة من حيث استغلال النفوذ والتعدي على المال العام وغيرها من الممارسات الشنيعة انما كان سيؤدي بالبلاد مباشرة الى مهالك الخراب بالمنطوق الخلدوني للكلمة لولا هبة الشعب التونسي البطل الذي تمكن من الانتصار على الطاغية وأزلامه في ثورة شعبية عارمة هي ثورة 14 جانفي المجيدة فعاد الامل الى النفوس وأصبح بامكان المرء أن يحلم بغد أفضل له وللاجيال الصاعدة.