تونس 12 فيفرى 2011 /وات/ ثورة 14 جانفي 2011 في تونس مثلت محور افتتاحية العدد الجديد /فيفرى 2011/ من مجلة /المستقبل العربي/ وهي مجلة شهرية محكمة تعنى بقضايا الوحدة العربية ومشكلات المجتمع العربي يصدرها مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت/لبنان جاءت الافتتاحية بامضاء أستاذ العلوم السياسية في جامعة السوربون ووزير الثقافة اللبناني السابق غسان سلامة والتي وضعها تحت عنوان/عن تونس/ واستهلها بالحادثة التي كانت وراء اندلاع الثورة والمتمثلة في اقدام الشاب محمد البوعزيزى على اضرام النار في جسده قائلا انه /ذكرنا وجسده شعلة من نار أننا قبل كل هذا وفوق كل هذا نعيش في عصر الفجور ونصمت عنه محتجين باهتمامنا البائس بالسياسة أو بولعنا الخائب بالافكار الكبيرة/ ويضيف ان/ من بعض ما علمنا البوعزيزى في لحظة عابرة من الزمن أن هذا الفجور لا يواجه الا بالعودة الى الاخلاقيات البسيطة . هذا الفجور لا يواجه لا بالسفسطائيات الماركسية ولا بالتعويذات الدينية انما فقط بالرجوع الى الغضب العارى والعفوى بالعودة الى الرفض البسيط الظلم بدون أى محاولة لتوصيفه أو تفسيره. مجرد الرفض باشعال عود كبريت واذا بالخوف الذى في باطنك يتحولفجأة الى هلع عند خصمك الحاكم المستبد/ ويتساءل الاستاذ غسان سلامة عن مغزى الحالة التونسية خارج تونس فيجيب وبدون تردد/ان من أرقي ما في الحدث التونسي هو بالذات تونسية الحدث بمعني الدور الهامشي وربما المنعدم تماما للقوى الخارجية في صناعة الحدث وأيضا بمعنى أن صانعي الحدث من المنتفضين التوانسة لم يقوموا ب دور يتجاوز حدود بلادهم ولم ينظروا الى أنفسهم بوصفهم قادة الثورة الفرنسية أو بلاشفة القرن الواحد والعشرين . الحدث التونسي في جوهره انتفاضة محلية . وهذه الطبيعة المحلية ضمانة حقيقية لابناء الانتفاضة ان عرفوا الحفاظ عليها/ وعن السيناريوهات المستقبلية لما بعد هذه الثورة ومدى قدرة التونسيين على تحويل هذا الحدث الى مشروع حكم بديل للحكم المخلوع يرى الباحث بان الانتفاضة وبرغم طابعها المحلي البحت فان ما بعدها /مسالة تتجاوز تونس شاء التوانسة أم أبوا . بمعنى أن تونس قد دخلت الامتحان الذى فرض تباعا على غير بقعة عربية هل ان سقوط النظام يعني بالضرورة حالة طويلة من انعدام الاستقرار بل الفوضى أم انه بالامكان تصور سيناريو انتقالي شبه سلمي ان كان الجواب التونسي ايجابيا تصبح العدوى أكثر احتمالا . أما ان عجز التوانسة عن انتاج نظام بديل في فترة معقولة من الزمن أو ان سمحوا للخارج أن يتدخل في شؤونهم أو ذهبوا الى حد توسل التدخل الخارجي المستمر فقد يتحول حدثهم الى فزاعة يهدد بها زملاء بن علي من المستبدين العرب شعوبهم تحملوني كما أنا والا فالفوضى ستضربكم/. من جهة أخرى نوه الكاتب بالعلاقة النموذجية بين الدولة والنظام في تونس أثناء قيام الثورة . وأشاد في هذا المجال بسلوك الجيش الوطني التونسي الذى /لم يهب هبة رجل واحد للدفاع عن بن علي/ بل ربما أنه لعب دورا أكبر في دفعه نحو المنفي . هذا أمر في غاية الاهمية خصوصا اذا ما استمرت المؤسسات والادارات المدنية في مساندة الثورة . فمن اهم شروط النجاح هو القدرة على الفصل بين الدولة و النظام .