رأس الجدير 6 مارس 2011 (موفد وات جمال بن جدو)- بدا الوضع ينفرج تدريجيا بمخيم اللاجئين بالمنطقة الحدودية رأس الجدير بعد تقلص عدد الوافدين الأجانب على التراب التونسي وإجلاء العالقين المصريين والصينيين حيث لم يبق بالمخيم إلى حد ظهر يوم السبت سوى 17 ألف لاجىء توزعت جنسياتهم بين بنغاليين ونيجيريين وصوماليين وسودانيين وباكستانيين وماليين. ومن أهم ما يلاحظه الوافد الجديد على مخيمات اللاجئين برأس جدير، أجواء التعايش السلمي بين الرعايا الأجانب على اختلاف حضاراتهم وأعراقهم ودياناتهم وذلك بفضل اليقظة المتواصلة لقوات الجيش الوطني التي حرصت على الفصل بين مختلف الجنسيات وتخصيص فضاءات لكل جالية على حدة. وقد شهد المخيم طوال يوم السبت وصول أعداد كبيرة من السيارات والشاحنات والحافلات محملة بشتى أنواع المساعدات وبكميات وفيرة حيث اصطفت أمامها طوابير اللاجئين الراغبين في الحصول على وجبات غذائية أو أغطية أو كل ما أمكن من زاد يفي بالحاجة لأيام قد تطول أو تقصر. كما استحسن اللاجؤون مبادرة شركتي اتصالات تونس وتونيزيانا بتسخير خطوط هاتفية دولية لتمكينهم من الاتصال مجانا بذويهم وطمأنة أسرهم على وضعياتهم بتونس. وبخصوص الوضع الصحي بالمخيم، نفى الدكتور سالم الرقيق المدير الجهوي للصحة العمومية بمدنين لموفد "وات" ما راج من شائعات حول ظهور أوبئة بالمخيم مؤكدا تجند فرق تابعة لوزارة الصحة العمومية والمنظمة العالمية للصحة للكشف والتقصي عن الحالات الوبائية. وأضاف أن الهياكل الصحية التونسية والهلال الأحمر التونسي والمنظمة العالمية للصحة سخرت إمكانيات لوجيستية وبشرية للتوقي من تدهور الوضع الصحي في المخيم حيث لم تسجل حتى الآن سوى حالات إسهال ناجمة عن تغير النظام الغذائي للاجئين وإصابات بالجرب. وأفاد أنه لتفادي الإصابات والأمراض الناجمة عن عدم التقيد بالقواعد الصحية في صفوف اللاجئين تم خلال اليومين الأخيرين تركيز حوالي 22 وحدة صحية ووحدات للاستحمام (أدواش) على أن يتم تدعيمها بوحدات أخرى خلال الأيام القليلة القادمة. وأبرز الدكتور سالم الرقيق الدور الهام الذي يضطلع به المركز الطبي المتقدم برأس الجدير ووحدات الحماية المدنية للسيطرة على الوضع الصحي بالمعبر الحدودي التونسي الليبي إلى جانب الخدمات المتنوعة التي يسديها المستشفى العسكري بالمخيم لجميع الجاليات العالقة بالمعبر. كما أثنى على جهود الجيش الوطني ووحدات المراقبة الصحية في تأمين 51 ألف وجبة يوميا للاجئين دون تسجيل أي حالة تسمم غذائي.