تونس 14 مارس 2011 (وات) - لم تسفر المشاورات بين الجامعة التونسية لكرة القدم ورؤساء اندية الرابطتين المحترفتين الاولى والثانية عن التوصل الى اتفاق حول موعد استئناف نشاط البطولة في الوقت الذي منحت فيه الجهات الرسمية من وزارة الشباب والرياضة ووزارة الداخلية الضوء الاخضر امام عودة عجلة البطولة الى الدوران. وقد برر رؤساء الاندية هذا القرار بعدم حصولهم على المستحقات المالية المتاتية بالخصوص من عائدات البث التلفزي والتنمية الرياضية الى جانب التراجع الملموس في مداخيل الاشهار وهو ما جعلهم في ضائقة مالية كبيرة وعاجزين عن الايفاء بتعهداتهم لتسديد رواتب اللاعبين والمدربين. كما عزا رؤساء اندية الرابطة المحترفة الاولى هذا القرار لاسباب امنية معبرين عن عدم استعدادهم لتحمل المسؤولية الكاملة في توفير امن وسلامة الجمهور فوق المدارج بعدما تقرر اسناد هذه المهمة للجمعيات التي يتعين عليها انتداب اعوان مختصين لتعويض وحدات الشرطة على غرار ما هو معمول به في البلدان الاوروبية. وازاء هذه الوضعية الشائكة تعالت الاصوات المنادية بضرورة ايجاد حلول سريعة حتى تعود الحياة من جديد الى الملاعب لا سيما وان كرة القدم التونسية تنتظرها استحقاقات هامة حيث تخوض اندية الترجي الرياضي والنادي الافريقي والنجم الساحلي والاولمبي الباجي هذا الاسبوع غمار المسابقات الافريقية في حين سيكون المنتخب الوطني الاولمبي على موعد يوم 26 مارس الجاري مع مباراة هامة امام مالاوي في اطار تصفيات الالعاب الاولمبية المقررة بلندن عام 2012/. وخلافا لما تم تداوله بان اللاعبين يرفضون استئناف النشاط اكد لاعبو اندية الرابطتين المحترفتين الاولى والثانية خلال الاجتماع الذي عقدوه فيما بينهم بعد ظهر اليوم للنظر في الظرف الراهن رغبتهم في العودة مجددا الى اللعب. وقد بين المهاجم ياسين بوشعالة لوكالة تونس افريقيا للانباء /وات/ ان اولى المطالب التي ينادي بها اللاعبون هي عودة نشاط البطولة في اسرع وقت ممكن على عكس ما يروجه البعض بان اللاعبين لا يبحثون ولا يفكرون الا في المال. واضاف في هذا السياق ان اللاعبين واعون جيدا بالوضع الذي تعيشه تونس وهم يساندون ثورة 14 جانفي وان مطالبهم ليست مادية وانما هي العودة الى النشاط في اسرع وقت ممكن بما من شانه ان يساهم في الحركة الاقتصادية ويشكل مجالا للترفيه لعدد كبير من الجماهير الرياضية التي تنتظر استئناف نشاط البطولة بفارغ الصبر. واذ تعكف سلطة الاشراف والجامعة التونسية لكرة القدم بالتنسيق مع رؤساء الاندية على ايجاد مخرج لهذا المازق فان الواقع يفرض تسريع المشاورات وتكثيف الاتصالات من اجل عدم اهدار مزيد من الوقت واعادة الامور الى نصابها. ويرى شق كبير من الوسط الرياضي ان استئناف نشاط البطولة دون حضور الجمهور قد يمثل حلا اوليا باعتباره سيمكن من بث المباريات الرياضية تلفزيا وهو ما سيجلب المزيد من المستشهرين ويساهم في الحصول على عائدات مالية قد تساعد مؤسسة التلفزة التونسية على الايفاء بالتزاماتها المالية تجاه الجامعة. ويذكر ان مؤسسة التلفزة التونسية هي المالكة لحقوق بث مقابلات الرابطتين المحترفتين الاولى والثانية والمنتخب الوطني بصفقة جملية بلغت 1ر7 مليون دينار لم تسدد منها سوى 366ر2 مليون دينار. وقد كان من المقرر ان تحول مؤسسة التلفزة التونسية مبلغ 365ر2 مليون دينار للجامعة خلال شهر ديسمبر الماضي غير انها لم تتمكن من دفع هذا المبلغ بسبب الصعوبات المالية التي تمر بها اذ كشف الرئيس المدير العام بالنيابة للموءسسة في لقاء اعلامي الاسبوع الماضي عن وجود عجز متراكم منذ سنة 2007 في موازنة المؤسسة يقدر ب36 مليون دينار. وقد اوضح جلال تقية امين مال الجامعة التونسية لكرة القدم في تصريح ل/وات/ان الجامعة تتفهم موقف رؤساء الاندية الذين يجدون حاليا صعوبات كبيرة في الايفاء بالتزاماتهم مع اللاعبين والمدربين في هذه الفترة الحساسة. ولاحظ ان عائدات حقوق البث التلفزي تشكل المصدر الرئيسي لمداخيل الجمعيات مشيرا الى ان الجامعة ستعقد اجتماعا يوم الاربعاء مع مؤسسة التلفزة التونسية من اجل التوصل الى حلول ترضي جميع الاطراف. وتابع ان في صورة ما تعذر عن مؤسسة التلفزة التونسية احترام العقد المبرم مع الجامعة فان هذه الاخيرة ستضطر الى مراجعة بعض بنود العقد وسحب بعض اللزمات على غرار تلك المتعلقة بمقابلات المنتخب الوطني التي تبلغ قيمتها 920ر1 مليون دينار وكذلك المتصلة بنشر الاخبار الرياضية ونقل المقابلات على شبكة الانترنت والهاتف الجوال. وافاد انه في حال وصول المفاوضات بين الجانبين الى طريق مسدود فان الجامعة التونسية لكرة القدم ستجد نفسها مضطرة الى فتح مجال التفاوض مع قنوات تلفزية اخرى. وعلى صعيد اخر قد تشجع عودة نشاط البطولة وتغطيتها اعلاميا وخاصة من خلال تامين النقل التلفزي رجال الاعمال والمستثمرين على الانخراط اكثر في عملية الاستشهار في الملاعب وهو ما سيدر على الاندية موارد اضافية من شانها ان تساعدها على تسيير دواليبها وتصريف شؤونها. ويتعين في جميع الاحوال على كافة الاطراف المعنية التوصل الى صيغة تفاهم حتى لا يجد الجمهور الرياضي نفسه امام موسم ابيض ستكون له عواقب مادية وخيمة وانعكاسات رياضية سلبية على الجمعيات واللاعبين على حد السواء.