أريانة 1 أفريل 2011 (وات) - كانت شخصية المناضل والنقابي صالح بن يوسف محور اهتمام منتدى الفكر التونسي الملتئم أمس الخميس بالمكتبة المعلوماتية بأريانة من خلال محاضرة قدمها الأستاذ عميرة علية الصغير مدير وحدة البحوث والدراسات بالمعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية بتونس وذلك بحضور السيدة صفية زوجة المناضل وأفراد من عائلته. وأبرز المحاضر أن صالح بن يوسف يعد عنوانا لفترة مهمة من تاريخ تونس إبان الحركة التحريرية وصفحة مضيئة من صفحات النضال ضد الاستعمار الفرنسي قبل الاستقلال وبعده. وأشار إلى أن اليوسفية شكلت تيارا وطنيا تحرريا متشبعا بالهوية التونسية الداعية إلى الاستقلال التام للبلاد عن كل أشكال التدخل الفرنسي لاسيما إلغاء الاتفاقيات التي تم إبرامها بين فرنسا والشق البورقيبي في 18 أفريل 1955 والتي تجعل من الجيش والديبلوماسية الخارجية من مشمولات الحكومة الفرنسية. كما تناول المحاضر بالخصوص جوانب الانشقاق الحاصل صلب الحزب الحر الدستوري في الخمسينات خاصة عندما تم الإمضاء على اتفاقية الاستقلال الداخلي في 12 أكتوبر 1952 التي اعتبرها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة خطوة إلى الأمام واعتبرها صالح بن يوسف خطوة إلى الوراء باعتبارها لا تمنح البلاد الاستقلال التام وتحد من تونسة المؤسسات بما فيها القضائية والتعليمية والأمنية. وأضاف أن صالح بن يوسف احدث انقلابا في الرأي العام لدى إلقائه لخطاب بجامع الزيتونة مباشرة بعد عودة الزعيم بورقيبة إلى ارض الوطن سنة 1955 حاملا معه وثيقة الاستقلال الداخلي وانطلقت على إثره الخلافات بين الشقين البورقيبي واليوسفي وصل إلى حد التصفية الجسدية حيث احتدم الصراع بين الطرفين ليتم اغتيال صالح بن يوسف بمدينة فرانكفورت الألمانية ومحاكمة اليوسفيين خاصة ممن رفضوا تسليم أسلحتهم آنذاك. ويبقى صالح بن يوسف كما قدمه المحاضر عميرة علية الصغير رمزا مهما من رموز الحركة الوطنية في تونس رغم الصورة المغلوطة التي روج لها الخطاب الرسمي البورقيبي بجعله رأس فتنة وخائنا لوطنه مشيرا إلى أن اليوسفية كانت تمثل جانيا هاما من تاريخ تونس المليء بالنضالات واللقاء مناسبة لرد الاعتبار لشهداء تونس الأبرار لاسيما بعد ثورة 14 جانفي 2011 المجيدة.