تونس 22افريل 2011 وات / احتضن فضاء التياترو بالعاصمة بعد ظهر اليوم الجمعة لقاء فكريا حول الثورة التونسية وضرورة القطيعة مع العهد البائد اداره بشيء من الحنكة والدعابة أيضا الشاعر محمد الصغير اولاد احمد وجمع بين الشاعر والفيلسوف السوري المقيم بالمهجر أدونيس والباحث التونسي في علم الاجتماع والمقيم حاليا ببيروت الطاهر لبيب. اللقاء شكل مناسبة لطرح أسئلة حارقة تراود ذهن المثقف التونسي والعربي بصفة عامة حول الثورة التونسية التي قال عنها الطاهر لبيب انها وان باغتت الجميع كحدث تاريخي ولاسيما من حيث الغياب الميداني للقيادات السياسية فان عنصر المباغته لايجد ما يبرره اذا أخذنا في الاعتبار الرصيد النضالي الذي تراكم على مر العقود. ويرى الطاهر لبيب ان المفارقة في هذه الثورة انها أتت في مرحلة تراجع للفكر الثوري وللمراجع الاساسية التي انبنى عليها في المنطقة العربية ولكنه يقر بان ذلك لا يطعن في زخمها التلقائي والشبابي والشعبي لان الثورة ليست لحظة جامدة بل هي صيرورة طويلة الامد مستشهدا بالمراحل التي مرت بها الثورة الفرنسية. ونوه الطاهر لبيب بالثورة التونسية التي هي اول ثورة عربية نوعية في القرن الحادي والعشرين داعيا مع ذلك الى توخي اليقظة والتصدي لاعداء الثورة قائلا / تفاوءل الارادة ينبغي أن يحصنه تشاوءم العقل / مضيفا ان التاريخ يعلمنا بان الثورة قد تأكل ابناءها أحيانا كما قد تزيغ عن اهدافها ، داعيا الى ايجاد قطيعة مع العهد البائد توءدي الى الحسم في مستوى الممارسة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وعدم الاقتصار على ادخال بعض الاصلاحات هنا وهناك. أدونيس التقى مع الطاهر لبيب في هذه النقطة بالذات حيث اكد في مداخلته ان القطيعة ضرورية لتحقيق التقدم في اي مجال من المجالات وقال ان مجال الادب مثلا يشهد على ذلك فالشعر العربي لم يتطور الا عندما احدث ابونواس القطيعة مع الشعر الجاهلي اذ خلق حساسية المدينة وجمالية جديدة كذلك فعل ابوتمام وابو العلاء المعري والمتصوفة كل على طريقته واكد أدونيس في هذا السياق ان / الثورة ليس في ما تهدمه ولكن في ما تبنيه وتوءسسه . وقال ان الثورة يجب ان تشمل كل مجالات الحياة السياسية والاقصادية والثقافية وغيرها بيد انه اعرب عن تشاوءمه ازاء قدرة المجتمعات العربية المكبلة في بعض شرائحها بالافكار التقليدية والظلامية على احداث القطيعة المنشودة اي الخروج عن السياق السائد والانخراط في مغامرة البناء والحداثة والابتكار ملاحظا من ناحية أخرى ان ارساء الديمقراطية التي تصبو اليها الثورة يتطلب احترام الرأي المخالف والايمان بالنسبية وعدم القول بملكية الحقيقة المطلقة أو بتوظيف/ المقدس/ في العلاقات الاجتماعية واللعبة السياسية.