تونس 26 سبتمبر 2009 (وات) - تميز سنة 2009 بأحداث وتظاهرات ثقافية متعددة بما جعلها /سنة ثقافية بامتياز/ وما ستشهده الثلاثية الأخيرة لهذا العام من ثراء ثقافي هي ابرز محاور اللقاء الاعلامي الذى عقده يوم السبت السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث بمقر الوكالة التونسية للاتصال الخارجي. وبين الوزير لممثلي وسائل الاعلام الوطنية والاجنبية أن ما حققه القطاع الثقافي من اشعاع وتالق محليا ودوليا هو نتاج تدرج في تنفيذ سياسة ثقافية وضع معالمها الرئيس زين العابدين بن علي منذ التحول ايمانا من سيادته بان الثقافة هي الحصن المنيع الذى يحفظ الهوية والذاتية الوطنية في عصر العولمة وما يطرحه من رهانات وتحديات. أبرز إنجازات القطاع الثقافي خلال السنة الجارية واستعرض جملة الانجازات التي تحققت للقطاع وشملت كافة مكونات المنظومة الثقافية منها انجازات مادية حيث ارتفعت ميزانية الوزارة بنسق تصاعدى لتبلغ خلال السنة الجارية 1 فاصل 25 من ميزانية الدولة واخرى معنوية من اهم ميزاتها اضفاء المزيد من الحرية والديمقراطية على حقول الابداع واعلاء مكانة المبدع وتشريكه في وضع الاختيارات الكبرى في هذا القطاع باعتباره المنطلق والغاية في العملية الثقافية. وبين اهمية اعتماد منهجية التخطيط لتطوير العمل الثقافي والتي تجسدت عبر احداث هيكل عام هو المجلس الاعلى للثقافة الذى مثل فضاء فاعلا للحوار بين الادارة والمثقفين من مختلف الانتماءات الى جانب بعث العديد من المؤسسات المرجعية في المجال وتاهيل البعض منها على غرار /بيت الحكمة/ والمعهد الوطني للتراث واحداث مبنى جديد للمكتبة الوطنية واخر لمؤسسة الارشيف الوطني والشروع في انشاء صرح ثقافي رائد هو مدينة الثقافة بتونس العاصمة. وتطرق السيد عبد الرؤوف الباسطي الى ما شهده قطاع الكتاب من تطور ابرز سماته ارتفاع انتاج الكتب واقتناءات الوزارة من هذه الكتب لتعزيز رصيد المكتبات الوطنية ودعم الورق المستخدم في صناعة الكتاب الثقافي. وتطور دور النشر وقطاع المسرح الذى تعزز باصدار القانون الاساسي للمسرح الوطني وببعث ثلاثة مراكز للفنون الدرامية والركحية والترفيع في منح التسيير للفرق المسرحية الخاصة. كما تطرق الى مختلف الانجازات التي شهدها المجال السينمائي والتي من بين تجلياتها ارتفاع عدد الافلام التي تحظى بدعم مالي من قبل الوزارة الى 5 افلام طويلة و12 فيلما قصيرا في السنة مشيرا الى اهمية احداث الشباك الموحد في استقطاب المنتجين السينمائيين في العالم لتصوير افلامهم في تونس والى الدعم المادى والمعنوى الذى توفره الوزارة للقطب السينمائي بقمرت. ووصف الوزير القطاع الموسيقي /بالمزدهر والمتضمن لاعمال ناجحة /استساغها الجمهور الذى تابع باعداد قياسية الدورات الاخيرة من المهرجانات الصيفية لهذا العام وفي مقدمتها مهرجاني قرطاج والحمامات واستعرض في هذا السياق ارقاما تعكس هذا النجاح من بينها مواكبة اكثر من 3 ملايين متفرج للمهرجانات الصيفية التي بلغ عددها 360 مهرجانا في كامل انحاء البلاد . اهم المواعيد الثقافية المقبلة ومثلت البرامج والتظاهرات الثقافية المقررة للثلاثية الاخيرة من العام الحالي محور الجزء الثاني من اللقاء الاعلامي. فقد تحدث الوزير بالخصوص عن مختلف الندوات العلمية والمعارض التي ستنتظم في اطار الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009 ومن بينها الندوة الدولية /الاحتفاء بكبار علماء القيروان/ التي تنظمها الوزارة من 28 الى 30 سبتمبر الجارى بالتعاون مع عديد الاطراف في مقدمتها المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة /الايسيسكو/ . كما اشار الى السعي الى جعل هذه الاحتفالية تشع خارج تونس وذلك من خلال تنظيم معرض لاعلام القيروان بمعهد العالم العربي بباريس يوم 20 نوفمبر القادم سيشفع بندوة فكرية للتعريف بتراث مدينة القيروان وهي من اعرق المدن الاسلامية. وبين السيد عبد الرؤوف الباسطي اهمية اختيار المجلس الدولي للموسيقى المتفرع عن اليونسكو لتونس لاحتضان مؤتمره القادم في الفترة من 15 الى 25 اكتوبر ملاحظا ان تونس هي البلد العربي الوحيد الذى يقام فيه حدث من هذا النوع علما بان هذا الحدث يتزامن مع تنظيم الدورة الرابعة لمهرجان / موسيقات/ و تظاهرة اكتوبر الموسيقى في دورتها الجديدة. وحول تواصل الاحتفالات بمائوية المسرح التونسي اشار الى ان الدورة 14 لايام قرطاج المسرحية التي ستنعقد من 11 الى 22 نوفمبر 2009 ستكون متميزة على جميع الاصعدة وسيكون محورها /مسرح بلا حدود/ لتتزامن مع انشطة مسرحية اخرى في اطار الاحتفالية ومن ضمنها معرض حول /تطور المسرح التونسي/ من 10 الى 20 نوفمبر بقصر خير الدين واقامة ندوة فكرية دولية موضوعها /على ابواب المائوية الثانية للمسرح التونسي/ . وبخصوص المائويات التي تحتفل بها تونس هذا العام قال وزير الثقافة والمحافظة على التراث ان اختتام الاحتفالات بمائوية الشاعر ابي القاسم الشابي ستكون ايام 8 و9 و10 اكتوبر من خلال ندوة بعنوان /حداثة الشابي/ ستتضمن معرضا للفن التشكيلي حول الشاعر والاعلان عن اسماء الفائزين بجائزة الشابي للشعراء الشبان . كما تحظى مائوية العلامة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور بقسط وافر من التظاهرات الثقافية للثلاثية الاخيرة من العام ومن بينها ندوة دولية ستنعقد يومي 15 و16 ديسمبر حول /قضايا الفكر الديني وعلاقتها بتحديث الفكر التونسي/ يشارك فيها عدد هام من الشخصيات الادبية والفكرية من تونس والخارج. واختتم الوزير اللقاء بتسليط الضوء على معرض /ارث قرطاج في اليابان /الذى انطلق في 12 جوان 2009 وسيتواصل حتى نوفمبر 2010 بإذن من الرئيس زين العابدين بن علي مبينا ان هذا المعرض يواصل جولته عبر 10 ولايات يابانية.