تونس 30 سبتمبر 2009 (وات) اعتبارا للرصيد الثرى والمتنوع من الخبرة والتجربة لدى كبار السن الذين ارتفعت نسبتهم فى المجتمع 9 فاصل 6 سنة 2007 وللمجالات المتاحة لتوظيف مكتسباتهم لاغراض التنمية تركز الاهتمام فى تونس على تامين اوفى شروط الاحاطة الاجتماعية والصحية لهذه الفئة ذات الاحتياجات الخصوصية والدقيقة. وقد انصرف الجهد فى هذا الاطار الى ضمان عناية متواصلة بالمسنين لتثمين خبراتهم ووضع الاسس التى تكفل لهم شيخوخة نشيطة مع ما يستوجبه ذلك من تعزيز لقدرة الوسط الاسرى على توفير افضل ظروف العيش والرفاه ومن تشجيع على مهن الجوار المتصلة بهذه الفئة. ذلك ان المحافظة على المسنين في محيطهم الطبيعي تعد من ثوابت السياسة الاجتماعية فى تونس وهي مسوءولية تتقاسم اعباءها الاسرة مع هياكل الدولة والمجتمع المدني. وتستهدف هذه السياسة تامين موءمل حياة اطول دون اعاقة وتنشيط ادوار المسنين صلب الاسرة وفي المحيط الطبيعي. وقد تعددت في تونس اوجه العناية بالمسنين وتنوعت اليات الاحاطة وبرامج الرعاية لا سيما لذوى الاحتياجات من كبار السن. فعلى مستوى البرامج تم تكريس التوجه القائم على توفير مساعدات مالية للمسنين المعوزين المقيمين داخل اسرهم لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وقد انتفع بهذا البرنامج 3225 مسنا ومسنة باعتمادات بلغت مليونين و64 الف دينار سنة 2009 وانطلق منذ 1992 احداث فرق متنقلة متعددة الاختصاصات تقدم خدمات صحية واجتماعية لكبار السن في بيوتهم يوءمنها اطار طبي وشبه طبي واعوان اجتماعيون وتسيرها جمعيات جهوية لرعاية المسنين. ويبلغ عدد الفرق حاليا 30 فريقا والاعتمادات المرصودة لها 465 الف دينار. كما تم وضع برنامج للتكفل بالمسنين فاقدى السند العائلي لدى اسر حاضنة يشمل حاليا95 مسنا ومسنة وخصصت له اعتماد قيمته 144 الف دينار سنة 2009 واحدثت منذ اكتوبر 2003 نواد نهارية لكبار السن لتمكينهم من التواصل الاجتماعي والترفيه ومعاضدة الاسر في تامين الخدمات اليومية لمسنيها ويبلغ عددها 35 ناديا. ويعد السجل الوطني للكفاءات من كبار السن مشروعا طموحا لتثمين مكتسبات المسنين في مجال العمل التنموى. وهو بمثابة بنك للمعلومات يخص الكفاءات الوطنية من كبار السن والمتقاعدين الذين يبدون رغبة في توظيف خبراتهم لفائدة المجموعة الوطنية مساهمة منهم فى اثراء العمل الجمعياتي المتصل بالمجالات التنموية والاجتماعية . ويشمل هذا السجل حتى الان 1600 من المتقاعدين. وتعمل هياكل الاشراف على وضع خطة وطنية للاعداد للتقاعد ولشيخوخة نشيطة هدفها تهيئة المقبلين على التقاعد لتقبل هذه المرحلة والاستعداد لها على المستوى الادارى والصحي والاجتماعي. ويبلغ عدد المتقاعدين في تونس حاليا 392 الف تتوفر لهم عديد الجمعيات من بينها بالخصوص الجمعية التونسية للمتقاعدين التي تعد 24 فرعا جهويا و137 فرعا محليا وتجمع 9000 منخرط.وهى تعنى بتحسيس الراى العام بحاجيات المتقاعدين والسعي للاحاطة بهم عبر ربط الصلة بمختلف الهياكل والمصالح لاعانتهم على حل ما يعترضهم من صعوبات وتقديم مساعدات مالية وعينية للحالات المعوزة من منظوريها وعائلاتهم فضلا عن تنظيم انشطة ترفيه وتثقيف. ومن مظاهر تكريس خيارات تونس فى بناء مجتمع حداثي متوازن يحظى فيه كبار السن بشروط الرعاية واسباب الرفاه اصدار قانون خاص يتعلق بحماية المسنين سنة 1994 الى جانب فتح باب الاختصاص في طب الشيخوخة بكل من صفاقسوتونس. ولضمان افضل ظروف الاقامة والرعاية للمسنين الفاقدين للسند العائلي شهدت مراكز رعاية المسنين تعدد عمليات التعهد والصيانة وتدعيم الاطارات الطبية والاجتماعية العاملة بهذه المراكز. وتوفر مراكز رعاية المسنين والبالغ عددها 11 مركزا سعتها الجملية 720 سريرا الرعاية الاجتماعية والمتابعة الصحية لنحو 695 مسنا ومسنة يسهر على خدمتهم اطار طبي وشبه طبي واداريون واعوان احاطة حياتية. وبلغت الاعتمادات المرصودة لها 5 ملايين و50 الف دينار سنة 2008 وقد اعدت وزارة شؤون المراة والاسرة والطفولة والمسنين برنامجا متنوعا للاحتفال غدا الخميس الاول من اكتوبر 2009 مع المجموعة الدولية باليوم العالمي والوطني للمسنين الذى وضع هذه السنة تحت شعار مجتمع لكل الاعمار وتضامن بين الاجيال . ويتضمن البرنامج بالخصوص ندوة حول مكانة المسن في المجتمع التونسي تبحث ايضا دور المجتمع المدني فى النهوض بواقع المسن.