تونس 13 نوفمبر 2009 (وات) هي مجموعة من القضايا والمشاغل الراهنة تلك التي قدمتها برؤية مسرحية تتسم بالمعاصرة والجرأة المخرجة الشابة مريم البوسالمي من خلال عملها الاول تحت السيطرة الذى عرض يوم الخميس بقاعة الفن الرابع بالعاصمة ضمن الدورة الرابعة عشرة لايام قرطاج المسرحية. وقد تمت برمجة هذا العمل ضمن قسم اكتشافات لهذه الدورة باعتبار انه يحمل رؤية جديدة ومخالفة للرؤى المسرحية المتداولة من حيث طريقة الطرح والتقنيات المستعملة ومن ذلك تحويل الركح الى شاشة تلفزة والجمهور الحاضر هو المشاهد الذى يحمل الة التليلي كومند لينتقل من قناة الى اخرى وعبر هذا الزابينق وهو العنوان الثاني للعمل تتطرق المخرجة الى قضايا معاصرة شخوصها من الواقع ومن الراسخين في الذاكرة يتصدرهم الثنائي شهرزاد وشهريار . المسرحية في ظاهرها مشاهد متفرقة من الحياة وتناول غير معمق للقضايا الراهنة ولكن الخيط الجامع بين هذه المشاهد هو فكرة التنميط التي طغت على البشرية والمرتكزة على تقنيات جديدة مثل التسويق والى ظهور مفاهيم عصرية مثل الفاست فود والمجتمع الاستهلاكي وسيطرة المادة امام تراجع المشاعر وحميمية العلاقات بين الناس. وقد اعتمدت المخرجة التي هي نفسها كاتبة السيناريو وواضعة السينوغرافيا على تقنيات مسرحية عدة لتبليغ ما يتضمنه العمل من افكار مثل الملابس التي حيكت من مواد بلاستيكية متميزة بالوانها الفاقعة في اشارة لغياب الذوق واختلاط الالوان كما وظفت الاضواء والموسيقى لرسم الحدود بين المشاهد والفضاءات المختلفة التي قدمها العمل مثل فضاءات التمسيد والانترنات والبنايات الشاهقة المتشابهة. وتطرقت المسرحية التي تواصلت ساعتين الى مواضيع راهنة اخرى مثل طغيان برامج التولك شو على المشهد التلفزى منتقدة محاولتها في اقحام المتفرج فيما اعتبرته المسرحية لعبة درامية يكون الجمهور فيها حلقة في فضاء للتحاور ركائزه الحرية والديمقراطية. تحت السيطرة عمل مسرحي من انتاج واب للفنون محمل بجملة من القضايا ارادت المخرجة طرحها في زمن مسرحي محدود واعتمدت فيها فقط على ثلاثة ممثلين شبان هم عبد القادر بن سعيد وحسناء المناعي ونزار السعيدى. وتجدر الاشارة الى ان مريم البوسالمي ممضية هذا العمل هي في الخامسة والعشرين من العمر تلقت تكوينا اكاديميا في العلوم السياسية والقانونية بلغ المرحلة الثالثة ولكنها تمارس الفعل المسرحي من خلال هوايتها للفن الرابع حيث شاركت بصفة متوازية في عديد ورشات الدراماتورجيا مع مراكز مختصة في تونس والخارج .