بعد أن عرضا طفلتهما الرضيعة للبيع على موقع إيباي، يخضع أبوان مهاجران لتحقيقات الشرطة في ألمانيا بعد انتشار القصة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط ذهول العديد من المستخدمين جراء الفعل الذي وصفه البعض بالاتجار بالبشر. وعُرضت الطفلة ماريا التي تبلغ من العمر شهراً واحداً للبيع في مزاد علني على موقع إيباي بسعر مبدئي 5000 يورو. ووضع عنوان لصورتها يقول: "طفلة تبلغ من العمر 40 يوماً واسمها ماريا.. للبيع". وسلّم الأب نفسه للشرطة ووضعت الطفلة في مركز رعاية ولا يزال يدرس خيار توجيه تهم جنائية للأب، الذي سافر إلى ألمانيا كلاجئ، وفقاً لما جاء بموقع الديلي ميل. وتكشفت التفاصيل الجديدة حول هوية الأبوين بعدما أزال موقع إيباي الإعلان في غضون 30 دقيقة من نشره وتقديم بلاغ للشرطة حول تفاصيله. وتعيش الطفلة ماريا في مدينة دويسبورغ بولاية شمال الراين وستفاليا غرب ألمانيا. ووضع البائع عدة صور لماريا بشعرها الأسود وهي ترتدي ملابس نوم متنوعة. وانتشرت صور ماريا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين عدد واسع من المستخدمين الذين شعروا بالصدمة من إعلان بيع الطفلة. وتبين أن الطفلة تنتمي لعائلة لاجئة بعد أن سلّم والدها نفسه للشرطة، التي تحفظت على هاتفه الذكي الذي استخدمه لوضع الإعلان على الموقع، ضمن إجراءات التحقيق. ويدرس المحققون الآن خيار توجيه تهم جنائية للأب من عدمه بعد ادعائه أن الإعلان هزلي وغير جاد. لكن المحققين غير مقتنعين برواية الأب. وقال متحدث باسم الشرطة إنه "فور الانتهاء من التحقيقات، سيصدر قرار بشأن توجيه تهم له". ويرى سياسيون محليون ضرورة أن يتحمل الأب عواقب إقدامه على فعل كهذا سواء كان الإعلان جاد أم هزلي. وقال كلاوس مونيكس، رئيس الاتحاد المسيحي الديمقراطي في حي راينهاوزين بمدينة دويسبورغ: "أنا أؤيد ضرورة وجود عواقب قانونية لفعل كهذا. إذا عجز الوالدان عن رعاية طفلتهما بنحو لائق، يمكنك في ألمانيا عرض الطفل للتبني أو إعطائه لعائلة حاضنة ترعاه. إن بيع الطفل والاتجار بالبشر هو بلا شك الطريق الخطأ". ووفقاً لهيئة خدمات الشباب بمدينة دويسبورغ، فإن الطفلة ماريا تتمتع بصحة جيدة. وتتولى رعاية الطفلة عائلة أخرى حتى انتهاء التحقيقات. بينما يخضع الوالدان لمراقبة هيئة الخدمات الاجتماعية. ووفقاً للهيئة، لا يزال هناك إمكانية أن يستعيد الوالدان حضانة الطفلة إذا لم توجه لهما تهم جنائية.