افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، أول نفق للسيارات يربط بين ضفتي مضيق البوسفور، في أحدث مشاريعه في إطار عملية تطوير البنية التحتية التركية. وجرى حفل الافتتاح بحضور النخبة الحاكمة، كما كان مخططاً له، رغم عملية اغتيال السفير الروسي في أنقرة أندريه كارلوف، على يد شرطي تركي يوم الاثنين. وفي أكتوبر 2013، افتتح أردوغان نفقاً لسكة الحديد تحت بحر مرمرة سمي "ورشة القرن"، عبارة عن نفق بطول 14 كم، وكان أول مشروع ضخم يطلقه الرئيس التركي الذي كان في السابق رئيساً لبلدية إسطنبول. لكن نفق "أوراسيا" الذي دشن اليوم هو النفق الأول للسيارات تحت مضيق البوسفور، ويهدف إلى تخفيف الازدحام في إسطنبول. وبعد قص شريط الافتتاح، انضم أردوغان إلى موكب ضخم من السيارات للقيام بأول رحلة عبر النفق بين القارتين، بحسب وكالة "فرانس برس". وقال الرئيس التركي أمام آلاف في حفل الافتتاح: "أرهبونا كما تريدون، واجلبوا أكبر عدد ممكن من الأشرار، ولكنكم لن تكونوا قادرين على تقسيم هذه الأمة". وأضاف: "نحن فخورون بأن لدينا بلداً ومدينة تربط بين قارتين". وتطلب بناء النفق استثماراً بقيمة 1.2 مليار دولار (1.15 مليار يورو)، يشمل قروضاً ب960 مليون دولار، وسيسهم في تقليص مدة قطع المسافة بين القارتين من أكثر من ساعتين إلى 15 دقيقة فقط. وأشرف على بناء الجسر شركة "يابي مركزي" التركية الخاصة للبناء، ومجموعة "إس كي" الكورية الجنوبية. ويشتمل المشروع على نفق بطول 5.4 كيلومترات؛ 3.4 كيلومترات منها مبنية تحت مضيق البوسفور. وبالنظر إلى وجود إسطنبول في منطقة زلازل ناشطة، فقد صمم النفق لتحمل زلزال قوته 7.5 درجات. وأوضح أردوغان أن تكلفة عبور النفق هي 15 ليرة تركية (4.25 دولارات) حتى نهاية العام، وستعود الإيرادات إلى عائلات ضحايا الانقلاب الفاشل. بدوره، قال وزير النقل التركي أحمد أرسلان، قبيل الافتتاح، إنه كان "تحدياً كبيراً" بناء نفق على عمق 106 أمتار تحت سطح البحر. وكشف أن السلطات تخطط الآن لبناء نفق ثالث تحت مضيق البوسفور بثلاثة طوابق، يمكن استخدامه لعبور سيارات وقطارات.