أعلن مرصد الإسلاموفوبيا في منظمة التعاون الإسلامي، الثلاثاء، أن الربع الأخير من العام الماضي 2016 شهد أعلى درجات الكراهية للإسلام والمسلمين. وذكر المرصد في تقريره، أن ظاهرة ما يعرف بالإسلاموفوبيا، أو الترهيب من الإسلام، بلغت مرحلة "مستعصية" في السنوات الأخيرة، بلغت ذروتها في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2016. وأضاف التقرير أن "استهداف الإسلام، والاعتداءات على أماكن العبادة والجاليات، والتضييق والتحرش بالمحجبات، بات من سمات حملة الكراهية ضد الإسلام"، لافتاً إلى تعرض المساجد والمراكز الإسلامية لاعتداءات متكررة من أتباع اليمين المتطرّف في الولاياتالمتحدة، وكندا، وألمانيا، والسويد، وبريطانيا، وهولندا. وذكر أن وصول الرئيس دونالد ترامب، إلى سدة الرئاسة الأمريكية "يعتبر مؤشراً سلبياً على مستقبل المسلمين في الولاياتالمتحدة، بخاصة بعد أن اتخذ الأخير مواقف عدائية معلنة ضد المسلمين؛ من خلال تصريحاته وبرامجه التي سارع إلى تطبيقها منذ اليوم الأول لوصوله إلى المنصب". واعتبر أن المضي في إجراءات منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، وبخاصة من الدول التي تشهد حروباً أهلية؛ مثل سوريا، "من شأنه أن ينتهج حملة تمييز ضد فئة بعينها بناء على معتقداتها"، مؤكداً أن "هذه الإجراءات سوف تؤجج ظاهرة التمييز ضد المسلمين، فضلاً عن تحفيزها للكراهية والعنف ضد الجاليات المسلمة". وأشار إلى تنامي ظهور الأحزاب اليمينية في مختلف أنحاء أوروبا، وتعزُّز فرصها السياسية في فرنسا وألمانيا والنمسا وهولندا والدنمارك والسويد والمجر وإيطاليا، كما أشار إلى سلوفاكيا بعد هيمنة اليمين المتطرف في البرلمان، ووصوله إلى سدة الرئاسة. واعتبر التقرير ما يجري في ميانمار (بورما سابقاً) من اعتداءات ضد أقلية الروهينغا المسلمة، بأنه "ضرب من ضروب الإسلاموفوبيا"؛ إذ سجّلت البلاد في الفترة المذكورة من العام الماضي العديد من الاعتداءات ضد المسلمين. وأدرج التقرير "إسرائيل" في القائمة، خاصة بعد صدور قرار الكنيست الذي حظر الأذان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنع بث خطب الجمعة عبر مكبرات الصوت، معتبراً أن هذا الإجراء الذي أقدمت عليه إسرائيل "جزء من استهداف المسلمين والإسلام، ضمن ظاهرة عامة تعم الكثير من دول العالم". وفي السياق ذاته، أشاد تقرير المرصد بالحكومة الكندية، التي أدانت في وقت سابق ظاهرة الإسلاموفوبيا، وأكدت في الوقت نفسه أن المتطرفين لا يمثلون أي دين، مشيراً إلى عقد العديد من مؤتمرات حوار الأديان في بلدان مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبريطانيا، وإيطاليا، والهند، وحتى الفاتيكان؛ لمناقشة هذه الظاهرة.