اجتاحت آلاف الحرائق عدد من البلدان في مختلف القارات في شهر جويلية إثر ارتفاع بالغ في درجات الحرارة والجفاف، مما أدى إلى إجلاء مئات الآلاف من السكان في هذه البلدان، وإعلان حالات الطوارئ. وشهدت كل من الجزائر، وفرنسا، وإيطاليا، وجمهورية الجبل الأسود، والولايات المتحدةالأمريكية، وكندا آلاف الحرائق التي لا تزال أكثرها مشتعلة وتستعصي السيطرة عليها. وتواصل درجات الحرارة في العالم ارتفاعها للعام الثالث على التوالي، وتجاوزت الأربعين مائوية في العديد من المناطق في أوروبا، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرائق فيها. وفي إيطاليا التي لا تزال الحرائق فيها مشتعلة، يكافح رجال الإطفاء أكثر من ألف حريق غابات في البلاد منذ الاثنين وسط ارتفاع في درجات الحرارة وجو جاف بما يشمل ثلاثة حرائق قرب حي أوستيا الساحلي في روما. وفي كندا، التي استعانت بأستراليا، لا تزال طائرات عسكرية تكافح حرائق غابات آخذة في الانتشار بسرعة في كولومبيا البريطانية غرب كندا والتي أجبرت 39 ألف شخص على مغادرة منازلهم نقلا عن "سكاي نيوز". وإضافة إلى كندا، طلبت جمهورية الجبل الأسود مساعدة دولية لمكافحة حرائق الغابات التي استعرت أيضا على طول ساحل البحر الأدرياتيكي وأدت إلى هروب السياح منها. وقال المسؤولون إن البحرية تدخلت للمساعدة في إخلاء المنطقة عبر البحر. وإلى أقصى الشمال في كرواتيا، يكافح رجال الإطفاء عددا من الحرائق على طول ساحل البحر الأدرياتيكي. عربيا، شهد الجزائر حرائق نشبت في 17 ولاية في الأيام الماضية على أكثر من ألف هكتار من الغابات، كما أتلفت محاصيل زراعية وأشجارا مثمرة، حسب حصيلة قدمتها الحماية المدنية السبت الماضي. والسبت الماضي، كافح رجال الإطفاء الحرائق المدمرة المستعرة بالقرب من سانتا باربرا في كاليفورنيا والتي تضاعف حجمها خلال الليل بسبب الرياح العاصفة قبالة الساحل في الغابات الجافة التي لم تحترق منذ عقود. ويعمل أكثر من 1600 من عمال الإطفاء على القضاء على النيران مستخدمين طائرات وطائرات هليكوبتر لإسقاط المياه. وفي فرنسا، اندلع حريق مهول الجمعة الماضي في إقليم البرانيس، الذي يقع جنوب غرب فرنسا قرب الحدود مع إسبانيا، وأتى على أكثر من 190 هكتارا من الغابات. ووفق ما ذكره موقع "لابروفانس" الفرنسي، فإن أكثر من 400 رجل إطفاء ساهموا في عملية إخماد الحريق، مشيرا إلى أن 4 منهم تعرضوا لإصابات خفيفية نتيجة النيران القوية. كما ذكرت تقارير إعلامية فرنسية أنه جرى إجلاء عدد كبير من الأشخاص من منازلهم، ومنع حركة المرور بالطرق المؤدية إلى الإقليم.