دائماً ما تحمل الأعاصير أسماء مؤنثة أو مذكرة لتسهيل التذكرة، والإشارة إليها وتمييزها، ولتفادى الإرتباكات والحيرة أن حدث أكثر من إعصار في البلد، إلا أن الأعاصير المدمرة والفتاكة والأكثر خطورة كانت تحمل أسماء مؤنثة. وتعد الولاياتالمتحدةالأمريكية من الدول التي تشهد أعاصير بشكل دوري، فعلى مر العصور كانت تنتشر الإشاعات حينما يتحرك أكثر من إعصار في الولايات المختلفة، ولكن لماذا تسمى الأعاصير والعواصف الإستوائية بأسماء النساء؟ ففى هذا الصدد، يقول عالم أرصاد أسترالي، إنه بدء بإعطاء أسماء مؤنثة للعواصف الإستوائية قبل نهاية القرن التاسع عشر، نسبةً إلى استخدام اسم امرأة لعاصفة في رواية "العاصفة" لجورج ستيوارت عام 1941، وهي تورية عن غضب المرأة وإنفعالها. ومنذ تصويرها من قبل "والت ديزنى"، خلال الحرب العالمية الثانية أصبحت هذه الممارسة واسعة الانتشار في مناقشات خريطة الطقس بين المتنبئين وخاصة الجيش والأرصاد الجوية البحرية، حيث رسموا تحركات العواصف على مساحات واسعة من المحيط الهادئ، وسموها بأسماء النساء. ولكن الكثيرات من نساء العالم رفضن تسمية العواصف والأعاصير بأسمائهن، وأبدين اعتراضهن على ذلك، لدرجة أن الحركة النسوية بالولاياتالمتحدة نظمت وقفات ضد تسمية الاعاصير بأسماء مؤنثة. وكانت من أبرزهن، روزى بولتون، مؤسسة حركة النسوية والدفاع عن حقوق النساء في فلوريدا، والتي كان لها الفضل في تأسيس أول مركز لمعالجة السيدات اللاتي تعرضن لحالات الاغتصاب، وقالت حينها لصحيفة "نيويورك تايمز" إنها "مستاءة جداً من ربط أسامى المرأة بالكوارث الطبيعية". ولم يكف علماء الطقس والمجلس الوطني الأمريكي عن تسمية العواصف والأعاصير بسميات النساء، إلا في عام 1978، ولكنه لم يتوقف فعليا عن تسمية الأعاصير بأسماء النساء، بل أصبح يدرج ويقترح أسماء الرجال والنساء في قائمات تسمية العواصف في سمال شرق المحيط الهادئ، والأطلسي وخليج المكسيك، ولكن يسموها بأسماء النساء مجدداً. ومن أمثلة تسمية الأعاصير والعواصف بمسميات النساء، إعصار "هارفي" الأخير الذي ضرب ولاية تكساس وألحق ضرراً كبيراً بها، و"هارفي" هو اسم سيدة. وإعصار "كاترينا" الذي ضرب خليج المكسيك وبعض دول أمريكا الجنوبية، ولا سيما الولاياتالمتحدة، وألحق ضررا بالغا بالمناطق المتضررة. أما إعصار "ساندي"، الذي ضرب الساحل الأطلسي، فهو من أكثر الأعاصير فتكاً بدولة كوبا، وجامايكا، والباهاماس، ثم مدينة نيوجيرسي ومدينة أتلانتيك بالولاياتالمتحدة. ويعد "ساندي" ثاني أكبر إعصار تواجهه أمريكا. وتقول التقارير الجوية للمحيطات والأعاصير بالولاياتالمتحدة، إن هناك 6 قائمات بأسماء الأعاصير، وتستخدم تلك القوائم بالتناوب ويُعاد استخدام الأسماء المدرجة على القائمات كل 6 سنوات، أي أن اسم إعصار "هارفى" سيستخدم مرة أخرى في 2023.