كعادتها استعادت أسواق ولاية توزر العديد من الأنشطة التجارية التي اقترنت على مدى العقود الماضية بشهر رمضان دون أشهر السنة الأخرى ومنها بيع "الملسوقة" والخبز التقليدي والتمور المخزنة بالطرق التقليدية والحلويات التقليدية. وعلى عكس باقي أشهر السنة تصبح الاسواق المركزية بالجريد في هذا الشهر الكريم أهم فضاءات تجارية يقصدها الجميع للتزود بحاجيات شهر رمضان وخاصة الخضر والغلال والمواد الغذائية واللحوم والأسماك. إلا أن عرض التمور بأنواعها المختلفة يبقى الميزة الأبرز للنشاط التجاري في هذه الاسواق ومحيطها على مدار يوم رمضان بالنظر إلى كثرة الطلب عليها، وقد تم هذه السنة توفير كميات هامة من دقلة نور المخزنة بوحدات التبريد بالجهة فيما غابت على خلاف السنوات الماضية تمور"الرطب". "سوق الحشيش" الواقعة قرب السوق المركزية هي سوق تقليدية اختصت منذ مئات السنين بعرض منتوجات الواحة على اختلاف أنواعها ومثلت على مدى عقود من الزمن ما يشبه بورصة لبيع وشراء التمور والغلال الطازجة والخضروات وأعلاف الحيوانات وتشهد ذروة نشاطها عادة في المساء عند عودة الفلاحين من الواحات. هذه السوق فقدت خلال السنوات الأخيرة البعض من رونقها وكذلك تجارها وزوارها حيث تعود أهالي الجريد اقتناء الرطب وغلال الواحة من هذه السوق التي تعدت شهرتها الى المناطق والولايات المجاورة،على غرار دقاش ونفطة التي تفتقر الى مثل هذه السوق. ويقتصر العرض في هذه الفترة على التمور المخزنة على أن يتم بداية من النصف الثاني من رمضان توفير"الرطب" وهي أنواع من التمور ذات مذاق مختلف وأسعار منخفضة اعتبارا لكون عملية نضجها تسبق عادة نضج تمور دقلة نور. وتجدر الاشارة ان نسق الإقبال على اقتناء التمور طيب نظرا لتخلي أهالي الجهة عن عاداتهم في تخزين التمور بالطرق التقليدية وخصوصا "البطاين" والخوابي التي كانت تستعمل لحفظ وتخزين التمور على مدار السنة. وبخصوص المعرض التجاري الذي دأب الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بتوزر على تنظيمه خلال شهر رمضان منذ أكثر من 18 سنة فسيتغيب لاسباب امنية ، هذا الإجراء وان تأسف له البعض فانه سيدعم حتما أنشطة تجارية أخرى بأسواق الجهة وخاصة بيع الملابس الجاهزة والأحذية ومستلزمات العيد.