قال عدد من الفلاحين إن أشجار السرو المستخدمة لصيانة الاراضي الزراعية والحامية لها من الانجراف والتعرية بعدد من المسالك الفلاحية بولاية جندوبة والطرقات الرابطة بينها وبين عدد من مدن الولايات المجاورة، تعرضت الى عمليات قطع عشوائية متواترة بما بات يهدد بالقضاء على هذه الأشجار وعلى دورها الوقائي والبيئي والجمالي الذي يميز مناطق الشمال الغربي منذ سبعينات القرن الماضي. كما عبر الفلاحون عن استيائهم مما يطال تلك الاشجار من اعتداءات متواترة مشيرين إلى أن مقاسمهم وأراضيهم باتت شبه عارية من تلك المصدات التي كثيرا ما استعانوا بها لحماية اراضيهم ومنتوجاتهم. وفي نفس السياق نادوا السلط المعنية للتدخل لتجديد ما فقد منها، وردع المخالفين والمعتدين الذي يعمدون الى قطعها او حرقها احيانا. وقال المهندس الفلاحي والمدير السابق للادارة المحلية للتنمية الفلاحية بمعتمدية بوسالم وعضو الهيئة المديرة للنقابة التونسية للفلاحين، محمد نعمان العشي، ان وزارة الفلاحة أقرت، في سبعينات القرن العشرين، تشجير عدد كبير من المسالك الفلاحية وخاصة تلك التابعة للمنطقة السقوية بهدف حماية الأراضي من عوامل التعرية واستعمالها كمصدات للرياح القوية والتي من شأنها التأثير سلبا على المنتوجات الزراعية وخاصة الحبوب، وقد وفرت الدولة لهذا اعتمادات ضخمة. وأكد أن أشجار السرو والى جانب دورها الجمالي والبيئي لها عدة استخدامات طبية بالإمكان الاستثمار فيها غير أنها أصبحت الآن مهددة بالاتلاف بسبب ما اعتبره هجمة غير مقبولة، مؤكدا أن السلطات المحلية والجهوية معنية بمراقبة مثل هذه التجاوزات التي تهدد التربة الخصبة. ومن جهتهم أكد شهود عيان أن عملية القطع تطال الاشجار في وضح النهار على يد أشخاص معروفين وأغلبهم عاطل عن العمل يعمدون الى تحويل الاشجار الى فحم يبيعونه في السوق المحلية، مشيرين أن عملية القطع تتم أيضا بهدف التدفئة لكن بدرجة اقل.