أصبحت الانزلاقات الأرضية بجهة عين دراهم منذ سنة 2102 تمثل هاجسا يؤرق كل الأوساط لكثرة حدوثها وتكرار وقوعها واتساع رقعتها. فهل من خطة عاجلة لتفادي مثل هذه الكوارث الطبيعية. تزداد هذه الانزلاقات كلما تهاطلت الأمطار أو نزلت الثلوج مما كلف ميزانية الدولة أكثر من 22 مليون دينار لإصلاح الأضرار الناجمة عنها بالطرقات الرئيسية يضاف إليها تكلفة إعادة الاعمار وإسكان العائلات وإصلاح المسالك الريفية والجبلية المتضررة. وقد أفادنا السيد الأزهر الحامدي مهندس مختص في المحافظة على المحميات الطبيعية والغابات وأديم الأرض ان الأسباب الرئيسية المتسببة في الانزلاقات الأرضية بمناطق عين دراهم تتمثل في تاكل الغطاء ألغابي والتعرية بالدرجة الأولى التي تحدثها العوامل الطبيعية من أمطار ورياح وثلوج وحرائق وتدخل الإنسان من استغلال المقاطع وقص الأشجار, ثم تأتي تركيبة الطبقة الجيولوجية بدرجة ثانية والملاحظ أن تدخلات الإنسان تفاقمت في الفترات الأخيرة وأصبحت من أهم العوامل المتسببة في تقلص مساحات الغطاء ألغابي وعدد الأشجار هذا إضافة إلى مكونات الطبقات الأرضية بهذه الجهات والتي تتكون في الأصل من الطبقة الأم وهي نوع من الرمال يعرف بالحصى النوميدي والذي يمثل الأكثر اختلاطا بالطمي ومن فوقها طبقة طينية مختلطة بالجبس وهذا يبين هشاشة الأرض وقابليتها الكبيرة إلى الانزلاق ومن فوائد الغابات المتكونة من أشجار الفرنان والزان والغابة الشعراء تثبيت الأرض وتكوين الطبقة الدبالية التي تمتص بسهولة كميات هامة من مياه الأمطار وتقلص من سرعة مياه السيلان.
كما تلعب الغابات دور مصدات للرياح فتقلص من سرعتها وتحافظ على أديم الأرض وتثبت التربة وتحسن نوعيتها وبانقراضها تنقرض الطبقة الدبالية والتي تعتبر من أغنى الطبقات الجيولوجية أما من ناحية التأثيرات الجانبية التي تتسبب فيها الانزلاقات الأرضية على المنظومة البيئية يقول السيد بشير الزغدودي رئيس أشغال مخبر ومتحصل على ماجستير في العلوم البيئة للانزلاقات الأرضية العديد من التأثيرات على البيئة فهي تغير تركيبة سطح الأرض وتحدث به العديد من التشققات وتجرف التربة وتقتلع الأشجار سواء إن كانت غابية آو مثمرة والنباتات وهذا له تأثير على جحور الحيوانات وأعشاش الطيور والبرمائيات والزواحف والديدان والحشرات والنباتات والمائدة المائية، وهي احد العناصر المكونة للمنظومة البيئية ككل.
وأكد لنا السيد الهادي السالمي رئيس دائرة بعين دراهم أن الحلول المناسبة للحد من الانزلاقات الأرضية بمعتمدية عين دراهم تكمن في المحافظة على الغطاء النباتي والثروة الغابية بكل الطرق وتكثيف التشجير ألغابي والحد من الرعي العشوائي وتصريف مياه السيلان والالتجاء إلى إقامة بناءات خفيفة تتماشى وطبيعة المنطقة وخاصة في الأماكن الهشة كما رأى احد المواطنين أن الحلول تكمن في ترحيل بعض المواطنين لاستقرار بالفجوات الغابية وتغطية الأراضي المنزلقة بأشجار تمكن من تثبيتها.