قال وزير التربية حاتم بن سالم في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء بعد ظهر اليوم الخميس، إنه « من المهم بعث مادة للتربية على وسائل الاعلام في هذا الظرف بالذات من أجل تحسين مستوى تفاعل العديد من التلاميذ مع المضامين الاعلامية وذلك خدمة للاخلاق و للتربية السليمة ». وأشار خلال زيارته للمعرض الوطني للصحافة المكتوبة الذي نظمه مركز التوثيق الوطني بقاعة الأخبار بالعاصمة، الى ان التلميذ اليوم لا يتلقى تعليمه فقط من المدرسة و المعهد و انما يكون احيانا « ضحية لعدة » انحرافات الاعلامية، مبينا ان الوزارة اشتغلت على هذه المسألة في الفترة الاخيرة من خلال تنظيم عديد الندوات من اجل الوصول الى صيغ بيداغوجية تتلاءم ومصلحة التلميذ في هذا الاتجاه. واطلع وزير التربية حاتم بن سالم على تاريخ الصحف التونسية منذ انبعاث أول صحيفة وهي الرائد التونسي سنة 1860 التي مازالت متواصلة الصدور الى حد الان تحت عنوان الرائد الرسمي. و بين رئيس جمعية مديري الصحف الطيب الزهارفي تصريح ل(وات)، ان تنظيم معارض تروي تاريخ الصحافة أمر إيحابي الا ان الوضع الحالي للصحافة المكتوبة يعاني من اكراهات تهدد ديمومته و استمراره، داعيا الى ضرورة تدخل الدولة في مسألة تنظيم الاشهار العمومي حتى تضمن مداخيل عديد العائلات التي تعيش من المهنة. وعزا الزهار ازمة الصحافة المكتوبة إلى غياب رؤية واضحة للدولة في هذا المجال ، قائلا « لقد قدمت جمعية مديري الصحف العديد من المقترحات و لكنها لم تجد الاذان الصاغية » و أضاف ان سفينة الصحافة المكتوبة تغرق يوما بعد يوم أمام الارتفاع الكبير لاسعار الورق ، داعيا الى بعث صندوق وطني لتأهيل الصحافة المكتوبة و مساعدتها على مواكبة تطورات العصر. ومن جانبها ذكرت المسؤولة على المكتبات بمركز التوثيق الوطني كوثر الدريدي، أن المعرض الوطني للصحافة المكتوبة ينتظم للمرة الثالثة وتم تقسيمه على أساس التسلسل الزمني والسياقات التاريخية والمراحل السياسية التي عرفتها البلاد واوضحت في هذا الاتجاه ان الصحافة المكتوبة عاشت طفرة نوعية في سنوات الثمانين على مستوى التنوع الفكري لتوجهات الصحف، كما عاشت طفرة كمية على مستوى عدد الصحف بعد الثورة الذي بلغ 60 عنوانا لكن اندثر أغلبها. و اشارت الى ان المعرض وثق لعشرات العناوين واهتم خاصة بتاريخ الصحافة الهزلية التي كانت لها مكانة بين الاعداد الصحفية في زمن الاستعمار، معتبرة ان التوثيق للصحافة المكتوبة هو توثيق للذاكرة السياسية و الاجتماعية والثقافية للبلاد.
