فازت امرأة الأعمال سعاد عبد الرحيم، مرشحة حزب "النهضة" الإسلامي، بأغلبية الأصوات لتولي منصب شيخ مدينة تونس (رئيس البلدية) وبذلك تكون عبد الرحيم أول امرأة تتولى هذا المنصب بعد أن كان حكرا على الرجال. فمن هي سعاد عبد الرحيم؟ سعاد عبد الرحيم هي امرأة أعمال ومناضلة قريبة من الإسلاميين منذ زمن، وكانت نائبة عن حزب "النهضة" في المجلس الوطني التأسيسي بين 2011 و2014. تتميز عبد الرحيم (53 عاما)، الطبيبة الصيدلانية، بمظهر بسيط وتسريحة منسّقة ولباسها للسروال، وهو أمر مختلف عن محيطها السياسي وقد جعلها عرضة للانتقادات. وأثار منصب شيخ مدينة تونس (رئيس البلدية) تنافسا حادا بين مرشحة "النهضة" سعاد عبد الرحيم ومرشح "نداء تونس" كمال إيدير. وحلّ حزب "النهضة" الإسلامي في المرتبة الأولى في العاصمة التونسية وفي عدد من المدن الكبرى، وفق ما أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات البلدية التي أعلنتها الهيئة العليا للانتخابات الأربعاء. ولم يتمكن حزب النهضة، وفق النتائج، من حصد الغالبية لكي يتمكن من تسلم رئاسة البلدية. وأفادت عبد الرحيم التي تدير شركة أدوية مهمة في تونس، وهي أم لطفلين "نحن بصدد رسم الصورة الحقيقية للمرأة التونسية". في 2017، عادت عبد الرحيم والتحقت بمكتب النهضة رافضة تعريف الحزب ب"الإسلامي"، وقدمت نفسها على أنها "مستقلة" داخل حزب يحرص على تقديم صورة "المسلم الديمقراطي". وأوضحت "أفكاري ليبيرالية وإصلاحية، وتوجهاتي دعم كل ما له علاقة بالمواطنة". نشطت عبد الرحيم خلال سنوات الدراسة الجامعية ضمن تنظيم "الاتحاد العام التونسي للطلبة"، النقابة الطلابية الإسلامية المنحلة زمن حكم زين العابدين بن علي. وتم آنذاك اعتقالها وسجنها أسبوعين، وطُردت من الجامعة في فترة شهدت توترا كبيرا بين الطلبة اليساريين والإسلاميين، ثم استأنفت دراستها بعد أن حلت المسألة.