شهدت مدينة سيدي بوزيد اليوم الثلاثاء حالة من الاحتقان خلال فعاليات احياء الذكرى التاسعة لثورة 17 ديسمبر2010 لثورة الحرية والكرامة بسبب غياب السلط المركزية عن هذه المناسبة. وقد ندّد عدد من المواطنين من أبناء الجهة في شعارات رددوها خلال انطلاق الافتتاح الرسمي بما يحصل من تجاهل ممنهج لهذه المناسبة رغم اهميتها وخاصة أنهم كانوا يعلّقون آمالا كبيرة على زيارة رئيس الجمهورية ليعود بريق هذه المناسبة. ومن جانبه أفاد المكلف بالاعلام في هيئة المهرجان يوسف الجلالي بأن فعاليات احياء الذكرى التاسعة رافقتها "خيبة أمل وشعور بالإحباط اذ يوما بعد يوم نتأكّد أن ولاية سيدي بوزيد خارج اطار الجغرافيا التونسية خاصة في ظل غياب ممثلي مؤسسات الدولة رغم تقديم الدعوات لهم بشكل رسمي ولا شيء يبرر غيابهم". واعتبر يوسف الجلالي ان" 17 ديسمبر هي التي منحتهم فرصة الوصول إلى السلطة وأسست مناخا ديمقراطيا وهي سبب انجاز انتخابات واعادة كتابة الدستور وإحداث الهيئات الدستورية وعززت حقوق الانسان وجانب الحريات وخاصة حررت الإعلام وأخرجت تونس من قبضة الحزب الواحد ورغم ذلك تقابل هذه الجهة بتخلّي تام من المشرفين على مؤسسات الدولة"، متسائلا عن التبرير الذي سيقدّمونه . وعبرت الهيئة المديرة للمهرجان الدولي لثورة 17ديسمبر 2010 للحرية والكرامة بسيدي بوزيد عن استيائها الشديد من غياب ممثلي الرئاسات الثلاثة عن هذه مناسبة إحياء الذكرى التاسعة للثورة في ندوة صحفية نظمتها مباشرة اثر حفل افتتاح المهرجان. وطالبت هيئة المهرجان خاصة رئاسة الجمهورية بتوضيح وتفسير لأسباب هذا الغياب خاصة وأنه تمت دعوة رئيس الجمهورية بشكل رسمي منذ حوالي شهر وكان أهالي ولاية سيدي بوزيد في انتظار مشاركته في احياء الذكرى التاسعة. وأكد مدير هيئة المهرجان نجيب كوكة ان ولاية سيدي بوزيد مفتوحة للجميع ولا تتطلب المشاركة في احياء ذكرى الثورة دعوة لمن يؤمن بمبادئ ثورة غيرت وضع تونس وعززت مكانها بين الشعوب، وأضاف أن مثل هذه الممارسات من شأنها أن تسيء لرمزيّة الثورة، حسب قوله. وأكد رئيس الفرع الجهوي للرابطة التونسية لحقوق الانسان بودربالة نصيري أن الشارع البوزيدي شهد اليوم حالة استياء كبيرة من غياب ممثلي الرئاسات الثلاثة وخاصة من رئيس الجمهورية حيث كان اهالي سيدي بوزيد يعلقون آمالا كبيرة على حضوره ومشاركته لاعطاء دفع جديد لإحياء هذه الذكرى لكنه تغيب مع مختلف مؤسسات الدولة وهو ما ضاعف الاستياء من إهمال أعلى هرم في الدولة لاكبر حدث شهدته تونس، وفق تعبيره. وبين الناشط السياسي فتحي صغروني ان اهالي سيدي بوزيد يعبرون عن استيائهم الشديد من عدم حضور ممثلي الرئاسات الثلاثة وفسر ذلك بان ولاية سيدي بوزيد ستظل على حالها وستعاني المزيد من التهميش والإهمال.