انطلق يوم الأربعاء نشاط "جامعة تونس للتعلم مدى الحياة" بندوة فكرية حول موضوع "التعلم مدى الحياة والجامعات المفتوحة وفلسفتها وأهدافها"، قدمها ثلة من الجامعيين التونسيين، وحضرها شركاء هذه الجامعة العمومية الجديدة التي بدأت في إطار تجربة نموذجية تعد تونس البلد العربي الثاني المتبنى لها. وتتخذ هذه الجامعة ذات الصبغة العمومية المجانية من بورصة الشغل بالعاصمة مقرا لها، وتعمل من خلال تنظيم ثلاثة حصص تكوينية وتعليمية أسبوعية في اللغات والثقافة العامة وندوة فكرية موسعة شهرية مفتوحة للعموم بالاعتماد على أساتذة من قطاعي التربية والتعليم العالي العمومي المتعاقدين، حسب ما أفاد به رئيس "جامعة تونس للتعلم مدى الحياة"، الدكتور محمد أحمد القابسي. وتعد هذه التجربة الأولى من نوعها في تونس والثانية في العالم العربي بعد المغرب، وهي تقيم علاقة شراكة وثيقة مع برنامج "التعليم للجميع مدى الحياة " وكنفدرالية تعليم الكبار في ألمانيا، وتخضع لإشراف عدة وزارات تونسية، أهمها وزارات الشؤون الاجتماعية والثقافة والتربية والتعليم العالي إلى جانب الاتحاد العام التونسي للشغل، وفق ما ذكره مشاركون في افتتاح نشاط الجامعة. وقال عميد كلية الآداب بمنوبة، الدكتور عبد السلام العيساوي، في مداخلة بالمناسبة، إن "التعلم مهم في حياة الإنسان، وغير مرتبط بفترة معينة من العمر، مع ضرورة أن تكون هناك إفادة للمجتمع"، وهو خيار اتفق المحاضرون على أن تونس كانت رائدة فيه، من خلال عدة برامج تربوية وتعليمية أصلية وأخرى تكميلية انطلقت منذ الاستقلال، منها ما اختصت به المدارس والجامعات، ومنها ما تكفلت به مؤسسات أخرى عمومية ومدنية، مثل برنامج محو الأمية وتعليم الكبار. وأوضح مدير ديوان وزير التربية، فتحي عامر، أن هذه التجربة النموذجية تقوم علي عديد الشراكات الداخلية ومع الخارج، وهي تندرج ضمن توجهات منظمتي الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإسيسكو)، مثلما تهدف الى دعم قدرات التونسي كمواطن ومنتج مواكب لمسار التنمية الاجتماعية في البلاد. واقترح دكتور الفلسفة حمادي جاء بالله خلال الندوة، أن تمكن الدورات التكوينية ل"جامعة تونس للتعلم مدى الحياة" من الحصول على شهائد تعليمية تفتح المجال للحصول على الترقيات المهنية، وهو أمر يجدر بحثه مع سلطات الإشراف.