قالت وزيرة الصحة السابقة، سنية بالشيخ، ان تونس قادرة على اعداد استراتيجية ناجعة للتلقيح ضد فيروس كورونا بفضل الخبرة التي اكتسبتها منذ سبعينات القرن الماضي في اعتماد سياسة تلقيح مكنت من القضاء على العديد من الامراض الجرثومية. ودعت بالشيخ، خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الصحة بمجلس نواب الشعب اليوم الاثنين، وزارة الصحة الى الاعتماد في الاستراتيجية الجديدة على الخط الاول الذي يضم 2182 مركزا للصحة الاساسية موزعة على كافة جهات البلاد. ولفتت الى ضرورة الاستعداد على مستوى الموارد البشرية بالنظر إلى ان التوصيات العالمية تشير الى ضرورة ان يقوم الأطباء بالتلقيح ضد كوفيد 19 وليس الاطار شبه الطبي. ورأت بالشيخ ان التلقيح الخاص بكورونا يمثل أحد الحلول لمكافحة الجائحة، مشيرة الى أن عدم تطبيق اجراءات التوقي ينذر بارتفاع حصيلة الضحايا من الأرواح في وقت اقترب فيه معدل الوفيات اليومية من 70 حالة يوميا. واعتبرت انه من الضروري اليوم القيام بعملية تلقيح بيضاء لتقييم مدى استعداد البلاد ونجاعة الاسترتيجية التي سيتم وضعها للقيام بالتلقيح ضد فيروس كورونا، مشيرة الى ان عدم استكمال ملف تونس في منظمة الصحة العالمية للحصول على نصيبها من التلاقيح ضمن برنامج اللقاحات العالمي (كوفاكس)يعود الى عدم استكمال وضع الاستراتيجية الخاصة بهذا التلقيح حتى الان. وفي اجابتها على سؤال احد النواب حول عدم تفاعل وزارة الصحة مع التلقيح الروسي « سبوتنيكV »، اوضحت ان الظرف الصحي الذي تمر به البلاد يستدعي النظر في الملفات بالسرعة المطلوبة، مشددة على ضرورة ان يقوم المخبر المعني بتقديم ملف كامل لادارة الصيدلة والدواء بوزارة الصحة لدراسته ومنحه الموافقة او عدم الموافقة. واعتبرت وزيرة الصحة السابقة، ان عدم اخضاع الوافدين من الخارج الى الحجر الصحي الاجباري بعد فتح الحدود منذ يوم 27 جوان الفارط قد أدى الى عودة انتشار العدوى بكورونا، واصفة قرار فتح الحدود دون فرض الحجر الاجباري على الوافدين بالخاطئ. واضافت ان تصنيف البلدان قد شابته عدة أخطاء في تحديد حقيقة تفشي وباء كورونا من ذلك ادراج بلدان في قائمات التصنيف دون الاحتكام الى معطيات دقيقة. وأكدت ان تفضيلها لاجراء تطبيق الحجر الصحي الاجباري على كل الوافدين الى تونس من الخارج يقطع مع فكرة التعويل على وعي المواطنين في عدم السماح بانتشار المرض، مذكرة بان الاكتفاء بدعوة الوافدين الى تطبيق الحجر الصحي الذاتي بالمنزل قد أدى الى خروج الوضع الوبائي عن السيطرة واهدار المنجز الصحي. كما نبهت الى أن المواطنين يواجهون اشكاليات كبيرة في الالتزام بالاجراءات الوقائية نتيجة اضطرارهم الخروج الى العمل واستعمالهم اليومي لوسائل النقل العمومي. ومن جانبهم أثار عدد من نواب اللجنة خلال هذه الجلسة، جملة من الاشكاليات التي شملت بالخصوص تحديات تمويل منظومة الصحة العمومية وأزمة تفشي كوفيد 19، داعين الى تحسين ظروف العمل بالقطاع الصحي من أجل تلبية استحقاقات المواطنين في العلاج.
