انتهجت تونس منذ تسجيل أول إصابة وافدة بفيروس كورونا المستجد سياسة وقائية تفاديا لانتشار واسع للفيروس بالبلاد وتفاديا للسيناريو الصيني والايطالي وغيرهم من البلدان التي لم تتمكن من تطويق الفيروس منذ ظهوره وسجلت إصابات ووفيات بالآلاف. وقد تم استباق مراحل الوباء باجراءات المرحلة التي تليها فمنذ تسجيل أوّل حالة إصابة قامت وزارة الصحّة بالتنسيق مع السلطات تحت الإشراف لاتخاذ كلّ الإجراءات اللاّزمة للحدّ من انتشار وتفشي هذا الفيروس. وقد عمدت تونس إلى تطبيق الحجر الصحّي على المسافرين القادمين من الدول المنتشر فيها فيروس كورونا على غرار إيطاليا، إيران، جمهورية كوريا، فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، سويسرا، هولندا، المملكة المتحدة، السويد، النرويج، بلجيكا، الدنمارك، النمسا، سنغافورة، ماليزيا، أستراليا، البحرين، مصر. واستباقا للمرحلة الوبائية الثالثة أعلن رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ عن إجراءات وقائية تصديا للفيروس تتمثل في حماية الحدود عبر غلق الحدود البحرية بصفة كلية، غلق الحدود الجوية مع إيطاليا بصفة كليّة مع الإبقاء على رحلة واحدة يوميا لفرنسا ورحلة أسبوعية واحدة لكل من إسبانيا، مصر، بريطانيا وألمانيا مع إعلام كلّ الوافدين تونسيين كانوا أو أجانب بتطبيق العزل الصحي الإجباري حال قدومهم إلى تونس. كما تقرّر إلغاء كلّ التظاهرات والعروض الثقافيّة والمؤتمرات العلميّة والتجمعات والمعارض، وإغلاق المقاهي والمطاعم والملاهي ابتداء من الساعة الرابعة مساء بالإضافة إلى تعليق أداء صلاة الجماعة بما في ذلك صلاة الجمعة والصلوات الخمس بالمسجد، وأنّ كلّ البطولات الوطنية والتظاهرات الرياضيّة ستقام دون جمهور. وتقرّر كذلك إغلاق رياض الأطفال والمحاضن والمدارس الخاصة والأجنبيّة إلى غاية 28 مارس. و بدوره أعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد عن الحجر الصحي بالبلاد وقال إنّ الحجر يعني أن يلازم الناس بيوتهم ولا يغادروها إلا في الحالات القصوى كما اكّد أنّ الدولة ستؤمن جميع الخدمات الأساسية مثل الامن والصحة. وقرر مجلس الأمن القومي منع التنقل للمواطنين من مدينة إلى أخرى إلا للضرورة القصوى. تجدر الاشارة إلى أن عدد الاصابات بالفيروس يشهد تراجعا مستمرا كما أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن تونس الأقرب للسيطرة على الوباء.