تعلم حركة وفاء الرأي العام بأنها خاضت خلال الأيام الأخيرة جولة من المفاوضات مع عدة أطراف معنية بتشكيل الائتلاف الحكومي الجديد وذلك من منطلق المساهمة في تثبيت الشرعية والديمقراطية ودعم خيار حكومة السياسيين موضوع الاتفاق المضمّن صلب البيان المشترك الصادر بتاريخ 13 فيفري 2013،وقد دخلنا المفاوضات ونحن نحْمل تقويما مفاده بأنّ سبب اخفاق حكومة السيد حمادي الجبالي يعود الى ضعف الاداء السياسي وانعدام البرنامج الاجرائي الواضح إذ قامت أساسا على المحاصصة الحزبية والتخلي عن مسار الثورة واستحقاقاتها وعلى رأسها المحاسبة والإصلاح بِما يمكّن من تقويم المسار الخاطئ الذي انزاحت إليه النخبة السياسية بِجعل الاستحقاق الانتخابي وما يتصل به من اجراءات مدارًا للصراع بين أطرافها أمّا من الناحية الاجرائية فقد اشترطنا ألاّ نمر الى المفاوضة في شأن الحقائب الوزارية إلا بعد الاتفاق على السياسات الجديدة التي يجب أن تكون عنوانًا للعمل الحكومي وإقرار الاولويات بشأنها. اذ نرى ان الاصلاح والمحاسبة يجب ان يكونا على رأسها وليس كما تدعو اليه بعض الاطراف من رسمٍ لما سمي خارطة طريق قُصد بها جعل الاستحقاق الانتحابي والانتهاء من صياغة الدستور أولى الاولويات كما اكدنا على ضرورة أن يتضمن البرنامج الاصلاحي ما يكفي من الاشارات والرسائل القادرة على اعادة ربط جسور الثقة مع الشعب لذلك اعتبرنا أنّ نشرأرشيف النظام السابق وتعريف الشعب بحقيقته والمحاسبة وتحصين الثورة وإلغاء قانون مكافحة الارهاب ومباشرة اصلاح المنظومة القانونية والإعلامية والأمنية والبنكيّة وغيرها والتصدي لغلاء المعاش والبطالة من شأنها جميعا أن تصحح المسار وتجعل السياسة في خدمة الشعب إلا أنه وقبل استكمال لجنة صياغة برنامج التي شُكّلت للغرض لأعمالها فوجئنا أمس 5 مارس الجاري بقرار السيد رئيس الحكومة بدعوة الأطراف الحاضرة في الجلسة لتناول مسألة تشكيل الفريق الحكومي وتقديم المقترحات بهذا الشأن ولم يلق تذكيرنا الحضور بأنّ موقفنا يقضي بألّا نناقش مسألة تشكيل الوزارات إلا بعد استكمال مسألة الخيارات أيّ صدى لديه،عندها قررنا الانسحاب من الجلسة ومن الغد أي اليوم الإربعاء 6 مارس وقعت دعوتنا إلى اجتماع لجنة صياغة البرنامج الحكومي ومبادئه وأسسه ، إلاّ أنّ العضو الممثل لحركة وفاء في اللجنة فوجئ منذ بداية الإجتماع بِإصرار كل الأعضاء الممثلين لباقي الأحزاب وهي حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية وكتلة الكرامة والحرية على رفض مناقشة خيار لم نتشاور فيه من قبل بتاتًا أثناء المفاوضات هو خيار ما يُسمّى بِ "تحييد وزارات السيادة" ذاكرين أنّ هذا الخيار نهائي وليس مسموحًا مناقشته وهو خيار منافٍ تمامًا لمضمون البيان المشترك الصادر يوم 13 فيفري بتشكيل حكومة ائتلاف سياسي منفتحة على الشخصيات الوطنية والمستقلة وبعد انعقاد الهيئة التأسيسية في جلسة طارئة مساء اليوم 6 مارس 2013 وتقدير مسار المفاوضات ومناقشة مسألة إن كان من الصالح الاستمرار فيه أو الإنسحاب منه، قررت حركة وفاء الانسحاب نهائيا من المفاوضات لحصول اليقين بعدم جدواها ولإبتعادها عمّا إرتأيناه من مسار تصحيحي يُراجع الخيارات والسياسات ويقطع مع أسلوب المحاصصة ، وتعبّر الحركة عن رفض ما ميّز أسلوب تعامل بعض الأطراف مع القضايا الوطنية وذلك بِابداء التجاوب مع الضغوط الخارجية دون التفاعل الإيجابي مع المطالب الداخلية لشعبنا المتعلّقة باستحقاقات الثورة والإصلاح عن حركة وفاء الأستاذ عبد الرؤوف العيادي