انتظم صباح اليوم الإثنين، موكب رسمي بمقبرة سيدي خليف حيث تم وضع إكليل من الزهور وتلاوة فاتحة الكتاب ترحّما على أرواح شهداء هذه الملحمة من أصيلي الجهة وعددهم 11 شهيدا وذلك بحضور وفد وزاري يضم وزير الداخلية ووزيرة الصناعة والطاقة والمناجم ووزير الشؤون الاجتماعية. كما تحوّل أفراد هذا الوفد إلى مكان النصب التذكاري الذي أقيم تخليدا لهذه الملحمة وحوله ترصّفت صور شهداء الملحمة لتبقى ذكرى خالدة. وبهذه المناسبة قال وزير الداخلية، توفيق شرف الدين إنه سيصدر قريبا النص التشريعي المنظّم لمؤسسة "فداء" للإحاطة بعائلات الشهداء والجرحى من الأسلاك الأمني، والذي سيكفل كل ما يليق بالشهداء وأسرهم، مضيفا أن إحياء هذه الذكرى، "تحمل عدة معاني ومنها التضامن المثالي بين المدني والامني والعسكري، دفاعا عن حرمة تونس وسيادتها ووقفتهم وقفة واحدة ضد كل معتد أثيم". وذكر الوزير أن الاحتفال بهذه الذكرى والذي رافقه تواجد امني كبير، ينطوي على رسالة مفادها أن تونس "عصية على المعتدين وأنه لا مكان للإرهاب فيها". يُذكر أن موكب إحياء هذه الذكرى جرى بحضور والي مدنين ومختلف المديرين الجهويين وعائلات شهداء وجرحى الملحمة، فيما حضرت جموع كبيرة من المواطنين قرب النصب التذاري، لاعتبار ان هذا اليوم يوم عطلة بقرار من الاتحاد المحلي للشغل ببن قردان. وقد رفعوا شعارات تعبّر عن اعتزازهم بهذه الملحمة وفخرهم بها، رغم تعبيرهم عن عدم الرضى من مشهد تنومي لم يتغيّر وعن وعود تتجدد مع كل ذكرى دون أي تجسيد. وكانت أحداث هذه الملحمة اندلعت فجر 7 مارس 2016، بهجوم مجموعات إرهابية على عدد من المواقع الاستراتيجية بمدينة بن قردان بهدف السيطرة عليها، غير ان استبسال الجيش الوطني ومختلف الفرق الامنية ورفض أهالي بن قردان لأي معتد على الوطن، أفشل هذا المخطط الإرهابي. وقد أسفرت هذه الملحمة البطولية إلى استشهاد 18 شهيدا، بين مدنيين وعسكريين وأمنيين والقضاء على أكثر من خمسين إرهابيا.