توالت ردود الفعل العربية والدولية المنددة بالهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على ساحة مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في قطاع غزة، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 500 شهيد. وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الثلاثاء، الحداد 3 أيام على ضحايا ساحة مستشفى الأهلي العربي في غزة من جراء الغارة الإسرائيلية، بحسب ما أوردت وكالة "وفا". كما أ دانت دولة الإمارات بشدة الهجوم، وعبرت وزارة الخارجية في بيان لها عن أسفها العميق للخسائر في الأرواح، وأعربت عن تعازيها لأسر الضحايا، متمنية الشفاء العاجل لجميع المصابين. ودعت دولة الإمارات المجتمع الدولي إلى بذل الجهود للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح وتجنب المزيد من تأجيج الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار. وطالبت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها، الثلاثاء "المجتمع الدولي التدخل على نحو عاجل لوقف هذه الانتهاكات بحق الفلسطينين". واعتبرت مصر هذا القصف المتعمد لمنشآت وأهداف مدنية، انتهاكاً خطيراً لأحكام القانون الدولي والإنساني، ولأبسط قيم الإنسانية، مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لسياسات العقاب الجماعي ضد أهالي قطاع غزة. وأدانت المملكة العربية السعودية "كارثة" المستشفى الأهلي، معتبرة الحادثة "تطور خطير يفرض على المجتمع الدولي التخلي عن ازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيق القانون الإنساني الدولي". وأكدت المملكة على ضرورة فتح ممرات آمنة فورا، تلبية لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها الدول والمنظمات لإيصال الغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين في غزة. وأعربت وزارة الخارجية الكويتية عن إدانة دولة الكويت واستهجانها الشديدين للقصف الوحشي الذي تعرض إليه مستشفى المعمداني في قطاع غزة مؤكدة على أن استهداف المستشفيات والمرافق العامة يعد خرقاً لمبادئ القانون الدولي الإنساني. وأعربت وزارة الخارجية البحرينية عن إدانة المملكة واستنكارها الشديد لقصف مستشفى الأهلي المعمداني. وأكدت وزارة الخارجية دعم مملكة البحرين لأي جهد إقليمي أو دولي من شأنه التهدئة ووقف العنف والتصعيد، وإحياء عملية السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، بما يضمن حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية. من جهته ندّد مجلس التعاون الخليجي ب"القصف الوحشي" على المستشفى، معتبرًا أنّ ما جرى "دليل صارخ لانتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي الخطيرة". واستنكرت منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة وتعقد الأربعاء اجتماعًا في جدّة لبحث التصعيد في غزة، "المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي" معتبرًا إياه "جريمة حرب وجريمة ضد الانسانية وإرهاب دولة منظم". وأدان المغرب قصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، وأكد على الحاجة الملحة لتظافر جهود المجتمع الدولي لإيقاف الأعمال العدائية بأسرع وقت واحترام القانون الدولي الانساني والعمل على تفادي انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد والاحتقان. وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي: "مئات الضحايا في مستشفى المعمداني في غزة بفعل الإجرام الإسرائيلي والضمير العالمي الساكت عن الظلم والحق. فإلى متى". وفي السياق، اعتبر الملك الأردني عبد الله الثاني كارثة المستشفى الأهلي جريمة حرب نكراء لا يمكن السكوت عنها. وحذر من أن هذه الحرب التي دخلت مرحلة خطيرة ستجر المنطقة إلى كارثة لا يحمد عقباها، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لسفك الدماء الذي يشكل استمراره وصمة عار على الإنسانية. وناشدت الجزائر "المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والضمير العالمي التدخل الفوري لوقف مثل هذه الأعمال". واستنكرت الخارجية القطرية "بأشدّ العبارات قصف المستشفى، معتبرةً إيّاه "مجزرة وحشيّة، وجريمة شنيعة بحق المدنيين العزّل، وتعدّياً سافراً على أحكام القانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي". واستنكرت سلطنة عمان في بيان استهداف المستشفى معتبرةً أنّ ما حصل "يمثّل جريمة من جرائم الحرب والإبادة وانتهاكا للقانون الدولي الانساني والأخلاق والمواثيق الدولية". وفي العراق أعلن الحداد 3 أيام، ودعا الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد المجتمع الدولي للتدخل بشكل عاجل لإيقاف العدوان على المدنيين في غزة الذي يشكل خرقا واضحا للقوانين والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان. وحملت الرئاسة السورية الدول الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة الأميركية مسؤولية هذه المجزرة وغيرها من المجازر، ووصفت الحادثة بأبشع المجازر ضد الإنسانية في العصر الحديث وأكثرها دموية. وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: "لهيب القنابل الأميركية-الإسرائيلية التي ألقيت هذا المساء على الضحايا الفلسطينيين الجرحى في مستشفى المعمداني في غزة، ستلتهم الصهاينة قريباً". ودعا الرئيس التركي أردوغان الإنسانية جمعاء إلى اتخاذ إجراءات لوقف هذه الوحشية غير المسبوقة في غزة. وقال البيت الأبيض إن بايدن يقدّم "أحرّ التعازي" بضحايا "الانفجار في مستشفى" غزة. واعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف قصف المستشفى جريمة حرب والولاياتالمتحدة تتحمل مسؤوليتها، وأدانت فرنسا بشدة القصف الذي طال مستشفى المعمداني في غزة. كما اعتبر أمين عام الأممالمتحدة قصف المستشفى مرعب، "قلبي مع عائلات الضحايا. المستشفيات والطواقم الطبية محمية بموجب القانون الدولي الإنساني". وقال المفوّض الأعلى للأمم المتحدة لحقوق الإنسان "الكلام يعجز عن التعبير. هذه الليلة قُتل مئات الأشخاص بطريقة مروّعة في الهجوم على المستشفى بمن فيهم مرضى ومقدّمو رعاية صحية وعائلات لجأت إلى المستشفى ومحيطه. مرة جديدة (يصاب) الأشخاص الأكثر ضعفًا. هذا أمر مرفوض تمامًا". واعتبرالمفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني: "قصف الأماكن المدنية أمر مشين، لم يعد هناك مكان آمن في غزة بعد الآن، ولا حتى منشآت الأونروا". كما أدانت منظمة الصحة العالمية بشدة الهجوم على المستشفى الأهلي العربي شمال غزة.