92 مرضًا مرتبطًا بشكل مباشر بعادات النوم السيئة، وفق دراسة جديدة حلّلت بيانات صحية معمقة. وأظهرت النتائج أن خطر الإصابة بهذه الأمراض يرتفع بنسبة تتجاوز 20% عند وجود اضطرابات في النوم، مما يجعل النوم غير الصحي عاملاً رئيسيًا في تطوّر عدد كبير من الأمراض المزمنة. وفي المقابل، تم تسجيل ارتباط أقل قوة بين النوم السيء و80 مرضًا آخر، مما يشير إلى وجود عوامل أخرى أكثر تأثيرًا في تلك الحالات. ورغم ذلك، تبرز أهمية النوم كعنصر أساسي في الوقاية من الكثير من الحالات الصحية الخطيرة. ومن أبرز النتائج اللافتة، أن النوم المتأخر بعد منتصف الليل (بعد الساعة 00:30) يزيد من احتمال الإصابة بتليّف الكبد بمقدار 2.57 مرة، في حين أن عدم انتظام النوم يزيد من خطر الإصابة بالغرغرينا ب2.61 مرة، وفق ما أكده الفريق البحثي. كما دحضت الدراسة بعض المفاهيم الخاطئة حول النوم الطويل، حيث أظهرت أن النوم لأكثر من 9 ساعات لا يضر بالضرورة، بل يعود الضرر إلى قضاء وقت طويل في السرير دون نوم فعلي. وأشارت البيانات إلى أن نحو 21.67% من المصنفين ك"نائمين طويلاً" ينامون فعليًا أقل من 6 ساعات، ما يُظهر الخلط الشائع بين مدة النوم ووقت الاستلقاء في السرير. وصرّح البروفيسور شينغفينغ وانغ، الباحث الرئيسي، قائلاً: "تؤكد نتائجنا الأهمية المهملة لانتظام النوم. حان الوقت لتوسيع تعريف النوم الجيد ليتجاوز مجرد المدة". وأثبتت الدراسة صحة النتائج من خلال اختبارات على عينات من السكان الأمريكيين، وحددت أن الالتهاب قد يكون الآلية البيولوجية الرئيسية التي تربط بين اضطرابات النوم وظهور الأمراض. ويعتزم الباحثون مستقبلاً الغوص أعمق في فهم العلاقة السببية بين النوم والأمراض المزمنة، مع التركيز على تقييم تأثير تحسين عادات النوم في الوقاية من هذه الأمراض أو التخفيف من أعراضها.