أفاد مراسل إذاعة الجوهرة في قابس بتسجيل حالات اختناق وهلع جديدة بين المواطنين، خصوصًا التلاميذ وأولياء الأمور، نتيجة استمرار الانبعاثات الغازية الصادرة عن المجمع الكيميائي التونسي. وتحدث المراسل من قسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بجبس، موضحًا وصول ما لا يقل عن سبع سيارات إسعاف خلال الفترة الصباحية لنقل تلاميذ تعرضوا للاختناق، مع احتمالية تجاوز العدد الإجمالي الأربعين حالة، وذلك بعد أقل من أسبوع على حادثة مماثلة يوم 10 أكتوبر، والتي أثارت احتجاجات محلية ووطنية. وأكد المراسل أن الوضعية في حي شط السلام، القريب من المدرسة الإعدادية الأكثر تضررًا، تظل حرجة، حيث تجمّع الأهالي أمام المستشفى خوفًا على أبنائهم، بينما اتخذ عدد منهم قرارًا بعدم إرسال أطفالهم إلى المدرسة لحين إيجاد حل عاجل. وفي خطوة احتجاجية، نظم فرع المحامين الجهوي بجبس ندوة صحفية صباح اليوم للمطالبة بإصدار حكم قضائي عاجل لوقف إنتاج المجمع الكيميائي على الأقل بشكل استثنائي، إلى حين معالجة الوضع البيئي الخطير الذي يعاني منه سكان المنطقة منذ سنوات. كما أشار المراسل إلى أن الحراك البيئي مستمر، مع تنظيم مسيرة احتجاجية مساء الغد من وسط المدينة نحو شط السلام، بمشاركة نشطاء محليين ووطنين، للمطالبة بإيجاد حل جذري ومستدام للأزمة البيئية. وحذر الأهالي من أن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى تكرار الحوادث بشكل يومي، مؤكدين أن الحل العاجل يكمن في الوقف الفوري لوحدات الإنتاج الملوثة، وإعادة تقييم خطة صيانة أو تفكيك هذه الوحدات وفق خارطة طريق واضحة تمتد على عدة سنوات لضمان سلامة السكان. ويظل ملف الانبعاثات الغازية في قابس محور متابعة مستمرة من قبل الجهات الرسمية والمجتمع المدني، وسط غياب إجابات واضحة حتى الآن، ما يزيد من حدة التوتر والخوف لدى الأهالي، خاصة أولياء التلاميذ الذين يواصلون متابعة الحالة بشكل مباشر أمام المستشفى الجهوي.