أكد الدكتور الحبيب الجربي، في تصريح للاذاعو الوطنية، أن التهرّم السكاني أصبح قضية وطنية تتطلب مقاربة شاملة ومتعددة الاختصاصات. وأوضح أن ارتفاع متوسط العمر وتزايد عدد كبار السن في تونس يفرض على القطاع الصحي الاستعداد لمواجهة تحديات جديدة مرتبطة بالأمراض المزمنة والاحتياجات النفسية والاجتماعية لهذه الفئة. وأشار الدكتور الجربي إلى أن الجمعية التونسية للطب العائلي، التي تأسست منذ ثماني سنوات، تهدف بشكل أساسي إلى التكوين المهني المستمر للأطباء، من خلال ندوات علمية وورشات استراتيجية للتفكير في آخر التوصيات العالمية ومواكبة التطورات العلمية، بما يضمن تقديم أفضل رعاية ممكنة للمسنين. وبين أن أحدث الإحصاءات تشير إلى أن نسبة كبار السن في تونس بلغت حوالي 17% حالياً، ومن المتوقع أن تصل إلى 20% بحلول عام 2029، ما يجعل من الضروري تطوير اختصاص جديد في تونس يُعنى ب«طب الشيخوخة»، لتجهيز الأطباء بالمعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع كبار السن ومختلف الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام. كما شدّد الدكتور الجربي على أهمية الجانب النفسي والعقلي في الرعاية الصحية للمسنين، وضرورة ترشيد استعمال الأدوية ومواجهة ما أسماه ب«الجمود العلاجي» لدى بعض الأطباء، لضمان فعالية العلاجات وتقليل المضاعفات المرتبطة بالعمر. وأشار إلى أن الجمعية تهدف أيضًا إلى تعزيز قدرة الأطباء على القيام ببعض العمليات البسيطة في العيادات، خصوصًا في المناطق البعيدة عن المدن الكبرى، بعد تلقيهم التدريب المناسب. وأضاف الدكتور أن المؤتمر الثامن للجمعية، المزمع عقده في 20 أكتوبر 2025 بمدينة ياسمين الحمامات، سيركز على مستجدات التهرّم السكاني وأفضل الممارسات في رعاية كبار السن، وذلك بمشاركة أطباء الخط الأول والمقيمين في مختلف التخصصات، لتبادل الخبرات ومناقشة استراتيجيات مستقبلية لتحسين جودة الحياة في تونس. في الختام، أكد الدكتور الجربي أن التكوين الطبي المستمر واستخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي يعدان أدوات أساسية لدعم الأطباء في مواجهة التحديات الصحية المرتبطة بالتهرّم السكاني، بما يسهم في ضمان رعاية أفضل لكبار السن وتخفيف أعباء المجتمع.