تشهد الأسواق التونسية و خاصة منها الفضاءات التجارية الكبرى خلال هذه الفترة،التي تسبق شهر رمضان، وككل سنة ،حركية كبيرة في كل الولايات تقريبا استعدادا لاستقبال الشهر الكريم. فلقد دأبت العائلات التونسية على الاستعداد مبكرا لهذا الشهر،و ذلك باقتناء مستلزماتها من المواد الغذائية التي تراها ضرورية لإعداد الأطباق الرمضانية المتنوعة. لكن ما يطغى على المشهد من سنة إاى أخرى هو اللهفة المتزايدة على اقتناء ما يلزم و حتى ما لا يلزم للاستهلاك،فترى عربات السلع في الفضاءات التجارية الكبرى ترزح بحملها بأنواع من المواد مرتفعة الثمن و التي لا يرتبط استهلاكها بالشهر المعظم..فالعربات تعج بمواد التنظيف مثلا و الأطباق الجديدة،و الكؤوس و المعلبات على اختلافها... مشهد يؤكد مجددا أن ارتفاع الأسعار المتواصل لا يمنع من الإفراط في الشراء حاليا في انتظار حلول موعد الاستهلاك،أي شهر رمضان،و كأن الفضاءات التجارية ستغلق أبوابها في رمضان أو أن المواد الغذائية ستنفذ... يحدث هذا في الوقت الذي تؤكد فيه وزارة الفلاحة على توفر كل الخضر و الغلال و اللحوم و البيض و غيرها،و بالكميات اللازمة،و تطمئن فيه وزارة التجارة المستهلكين أنه لن يتم تسجيل أي نقص خلال رمضان.. و يحدث هذا أيضا في الوقت الذي يرتفع فيه صوت منظمة الدفاع عن المستهلك باستمرار ليحث على ترشيد الاستهلاك و تجنب التبذير،و تفادي التخمة،حفاظا على توازن الميزانية و على سلامة الجيب و صحة الجسد...لكن يبدو أن حمى الشراء و اللهفة لا تعترف بكل هذه المعطيات..ليتواصل النزيف..